رئيس الجامعة يخطب عن قضية كشمير في مسجد الملك فيصل ـ يرحمه الله ـ بإسلام آباد

تلبيةً واستجابةً لنداء دولة رئيس الوزراء في جمهورية باكستان الإسلامية جناب/ عمران خان للتضامن مع الشعب الكشميري في قضيتهم العادلة ضد ما يعانونه من الظلم والأذى وخاصة في هذه الأيام ألقى معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش خطبة الجمعة بتاريخ 30/أغسطس/2019م في مسجد الملك فيصل ـ يرحمه الله ـ الذي حضرها جمع غفير من الأقاليم الباكستانية المختلفة..

وقد بدأها بالحمد والثناء على الله سبحانه وتعالى والصلاة والسلام على النبي الرحمة وعلى آله وصحبه أجمعين.. وتحدث عن محاسن الإسلام وأنه دين دعوة وهداية.. وأمن وأمان وسلم وسلام.. دين تعايش وتسامح دين إخوة.. ودين بشارة ونذارة.. دين ينبذ العنف والاعتداء والإيذاء.. ويجرم أي اعتداء أو ظلم يقع على أي كائن سواء أكان بشرياً أو حتى حيوانياً أو نباتياً.. لا سيما إذا كان الظلم والاعتداء والاضطهاد والإيذاء واقع على كائن بشري أي على إنسان له حق الحياة، وحق الكرامة، وحق العصمة عصمة الدم والمال والعرض والعقل والنسل.. فإنه يشدد على هذا ولا يسمح بأن يقع ظلم على إنسان لا سيما إذا كان هذا الإنسان مسلماً يؤمن بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً..

إلا أنه مع الأسف الشديد ونتيجة لبعد الناس عن التعاليم الإلهية، والتساهل في أمور الدين وأركانه وارتكاب الموبقات والمعاصي والآثام إلا من رحم الله تسلط الظلمة والأعداء على المسلمين.. وتداعت على المسلمين الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها.. واضطهدت بسبب ذلك الشعوب.. وهجّرت من أراضيها التي هي حق مشروع لها.. وظلموا وقتّلوا ونهبت أموالهم، وسلبت ممتلكاتهم… فلا بد إذا أيا الإخوة الأحبة في الله… من العودة إلى الله عودة حقيقية والتوبة والإنابة إليه… واجتناب المعاصي والأثام والموبقات والمنهيات والمحرمات والمكروهات… وأن يعي كل مسلم الفتن والمخاطر التي تحدده من قبل أعداء الملة والديني الذين لا يرقبون في مسلم إلا ولا ذمة… وأن يدرك ما يخطط له الأعداء ضدهم… وأن يعودوا إلى الدين والسير على منهج الله القويم وصراطه المستقيم والتمسك بحبل الله المتين والتكاتف والتضامن مع اخوانهم المسلمين الموحدين في مشارق الأرض ومغاربها في كل أرجاء المعمورة .. وإن عالمنا الإسلامي اليوم ونتيجة لما أشرنا إليه يمر بظروف صعبة وفتن متلاطمة واحداث خطيرة… اضطهاد وظلم واعتداء وسلم ونهب وقتل وتشريد وصد عن ذكر الله وعن الصلاة وبقية أركان الدين ومبانيه العظام ...

ولست أدل على ذلك مما يعانيه اخواننا في كشمير المسلمة كشمير التاريخ كشمير الإسلام كشمير المحبة والوئام.. وتحدث معاليه عن جذور هذه القضية وأنها قضية إسلامية عالمية تختص بجميع المسلمين.. حيث قال: موضوع خطبتنا اليوم موضوع مهم جداً موضوع يتحدث عن قضية إخواننا في كشمير وحين نتحدث عن هذه القضية نجدُ أنفسَنا أمامَ مأساةٍ تعجَزُ الكلماتُ عن وصفِها، لما تعانيه إخواننا في كشميرنا الجريحة من الظلم والاضطهاد والتشريد والهجرة وترك البيوت وفرض الإقامة الجبرية عليهم منذ قرابة شهر أو أكثر..

وأشار معاليه إلى أهمية الأمن في الإسلام وأنه حاجة إنسانية، وضرورة بشرية، لا تتحقق السعادة بدونه، ولا يدوم الاستقرار مع فقده.. ويعتبر الأمن كذلك مقصداً من مقاصد الشريعة الإسلاميةوالإسلامُ دينُ الوسطيَّة والاعتِدال، والقِسطِ والشهادةِ على الناس، وليس دينَ التطرُّف والإرهاب، وليس فيه عِداءٌ إلا لمَن ابتَدَرَ أهلَه بالحربِ والعِداء.. وإذا كان دعم الأمن والسلام العالمي من مقاصد الشريعة الإسلامية ومن واجباتها الدينية فمن البديهي أنه من الواجب على جميع الدول العمل على دعم الأمن والسلم العالمي، والتعاون مع جميع الأمم على البر وكل ما فيه مصلحة البشرية جمعاء..

ذاكراً معاليه جهود المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا في نصرة قضايا المسلمين بصفة عامة وفي نصرة قضية كشمير بصفة خاصة والاهتمام الخاص من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أيده الله وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله..

وذكر معاليه جهود جمهورية باكستان الإسلامية في قضية كشمير وقال: ومن هذه الدول التي تسعى دائماً لنشر الأمن والأمان والاستقرار في العالم جمهورية باكستان الإسلامية منذ أن استقلت لأجل أن يكون للمسلمين دولة مستقلة تسود فيها أحكام الشريعة الإسلامية، وينهضوا ببلادهم على ضوء تعاليم الإسلام وأحكامه السمحة المعتدلة القائمة على الوسطية والاعتدال والاتزان والبعيدة كل البعد عن الغلو والتطرف والإرهاب والإفساد.. ويكون لهم عزة ومنعة وقوة، ويعزز من انتمائهم لأمتهم وعالمهم الإسلامي، ويتضامنوا مع إخوانهم المسلمين في كافة قضاياهم المصيرية.. ولا تزال هذه الدولة المباركة لها جهودها المتميزة الرائدة في مجال تعزيز الأمن والأمان والسلم والسلام والاستقرار وتطبيق الوسطية والاعتدال على ضوء منهج الإسلام الصحيح وأحكامه الخالدة، ومبادئه العادلة وذلك في جميع جوانب الحياة فيها في المساجد والمدارس والجامعات والمعاهد وغيرها من الجهات والمؤسسات ودور العلم والعبادة..

ومن جهود هذه الدولة المباركة جمهورية باكستان الإسلامية وقوفها التام حكومةً وشعباً تجاه قضية إخوانهم في كشمير المحتلة المظلومة الجريحة والتي تعتبر قضية جميع المسلمين في العالم بل هي قضية الأمة الإسلامية بأسرها فلذا لا بد لنا من بيان ذلك في المحافل الدولية للدفاع عن حق إخواننا في كشمير وللإشادة بالدور الذي يؤديه الشعب الكشميري الأبيّ الوفيّ والقوات الباكستانية في حل هذه القضية العادلة المشروعة والحصول للشعب الكشميري على حقهم المنشود المشروع، وبيان النضال والجهد والكفاح الذي يقدمه الشعب الكشميري للدفاع عن وطنهم وعرضهم ودمهم وصبرهم على كل أنواع الأذى والظلم في سبيل ذلك وعدم المساومة على حقوقهم رغم انتهاكات اجتماعية وصحية وبدنية من قبل القوات الغاصبة، واثقين بنصر الله وجاهدين في سبيل الله حقاً حتى يعود أرضهم إلى وطنها الأم -جمهورية باكستان الإسلامية-..

وقد دعا معاليه في خطبته جميع الجهات المعنية بالوقوف مع الشعب الكشميري في نصرة القضية الكشميرية وتقديمها أمام العالم في صورتها الصحيحة، والسعي وراء حل منشود لهذه القضية وفق رغبات الشعب الكشميري.. لأن قضية كشمير من القضايا التي تهم الأمة الإسلامية جمعاء، ولا بد أن نكون يداً واحدة وجسداً واحداً مع إخواننا في كشمير بالدفاع عنهم وعن أعراضهم.. كما ندعو شعوب العالم للتضامن مع الشعب الكشميري وعدم التجاهل عن هذه القضية وإدانة الممارسات التي تقوم بها القوى الغاصبة لطمس الهوية الكشميرية المسلمة..

وفي الخطبة الثانية ذكر أهمية هذه القضية حيث قال: إن قضية كشمير تعتبر إحدى قضايا أمتنا الإسلامية التي لا بد لجميع المسلمين من الاهتمام بها فهي قضية مصيرية لإخواننا المسلمين في كشمير الذين قدموا التضحيات الضخمة خلال هذه المدة لتحقيق هدفهم النبيل.. وإن أقل ما نملك في وقتنا الحالي أن نفعله هو نشر هذه القضية بالكتابة عنها في الصحف والجرائد أو المطويات أو الخطب وكذلك أعظم من نملك الدعاء لإخواننا هناك بالنصر والتمكين والأمن والأمان والاستقرار.. فإن ذلك يخدم هذه القضية خدمةجليلة..

وفي نهاية الخطبة دعا معاليه الله سبحانه وتعالى بالنصر والتمكين والقوة والعزة والحفظ والأمن والأمان لإخواننا في كشمير ولجميع المسلمين في العالم..