رئيس الجامعة يجتمع بنواب الرئيس وعمداء الكليات لوضع خطة استراتيجية عملية لمواجهة فيروس (كورونا)

بحضور معالي راعي الجامعة أ. د. معصوم ياسين زئي اجتمع معالي رئيس الجامعة
أ. د. أحمد بن يوسف الدريويش، صباح يوم الجمعية 13/3/2020م في قاعة العلامة إقبال في المبنى القديم (الفيصل) بنواب رئيس الجامعة ونائبة الرئيس وعمداء الكليات ومدراء العموم ورؤساء الأقسام ورئيسات الأقسام وعدد من أساتذة الجامعة المعنيين، وذلك من أجل إعداد استراتيجية وخطة محكمة لمواجهات الإصابة بفيروس كرونا وحصره والمنع من انتشاره في حالة ظهور أي حالة
لا سمح الله في الجامعة بين منسوبي ومنسوبات الجامعة لاسيما بين الطلاب والطالبات . . وكذا الوقوف على استعدادات الجامعة وإمكاناتها المادية والبشرية في حالة إيقاف الدراسة في الدولة من أجل ذلك . . وقد استهل فضيلة رئيس الجامعة الاجتماع بحمد الله والثناء عليه وشكره والصلاة والسلام على رسوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ ثم الابتهال والدعاء الخالص لله سبحانه وتعالى أن يمتع الجميع بالصحة والعافية وأن يرفع هذا البلاء والوباء والسقم والمرض (كرونا) عن بلادنا وبلاد المسلمين أجمع، بل عن كل العالم في مختلف دوله وأقاليمه وبلدانه وأقطاره . . مذكراً الجميع من الحاضرين بأنه ينبغي المداومة على الدعاء والأذكار مع التوبة النصوح والاستغفار إلى الله أن يكشف ما بنا وبمن حلَّ بهم هذا المرض من ضرَّ ومرض..

بعد ذلك عرض فضيلة رئيس الجامعة على الحاضرين ما قامت به الجامعة من إجراءات صحية صارمة منذ بداية ظهور هذا الفيروس وانتشاره . . وتشكيل رئيس الجامعة للجنة مختصة تضم مختصين في المجال الطبي والوقائي والصحة وصحة البيئة والمجال العلمي والإداري والمالي برئاسة سعادة نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية أ. د. طاهر خليلي على أن تكون اللجنة في حالة انعقاد دائم إلى أن يتم القضاء عالمياً على هذا المرض والوباء . . وأن تزود اللجنة رئيس الجامعة أولاً بأول بالمستجدات بخصوص هذا المرض والإجراءات الوقائية والعلاجية التي تقوم بها وقامت بها الجامعة من أجل مكافحة هذا المرض وسبيل الوقاية منه ..

مؤكداً معالي رئيس الجامعة على ضرورة التوعية بأخطار هذا المرض وسبل الوقاية منه وآثاره . . والحرص كل الحرص على حماية هذا المجتمع منه لاسيما المجتمع الجامعي في الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد . .

موضحاً معاليه بأن اللجنة تقوم بأداء دورها على خير وجه وأتم حال بمتابعة شخصية من معاليه . .

مشيراً معالي رئيس الجامعة بأن الجامعة وخلال الأيام القليلة الماضية ونظراً لما رصدته من بداية اكتشاف بعض الحالات في جمهورية باكستان وخوفاً من نقل العدوى إلى الجامعة فقد أصدر معاليه عدداً من الإجراءات الصارمة لحصر هذا المرض والمنع من انتقاله أو انتشاره في الجامعة بمختلف كلياتها ووحداتها وأكاديمياتها ومراكزها . . ومن ذلك منع وإيقاف أي برنامج علمي أو مؤتمر أو ندوة أو تجمع طلابي أو أي اجتماع إلا عند الضرورة القصوى وكذا اختصار خطبة الجمعة في مسجد الفيصل بحيث لا تزيد عن عشر دقائق . .

وإيقاف أي نشاط أو برنامج أو دورة في مسجد الفيصل ومن ذلك إيقاف الدروس العلمية وحلقات تحفيظ القرآن الكريم إلى أن يزول المرض بإذن الله تعالى . . واقتصار مسجد الفيصل على أداء الصلوات الخمس المكتوبة فقط، وغلق أبوابه بعد أداء الصلاة مباشرة . .  انطلاقاً من القاعدة الشرعية (الضرر واجب الرفع شرعا) ولا ضرر ولا ضرار . . وغيرها من القواعد الشرعية الحاكمة والأدلة والنصوص في مثل هذه الحالات . .

مع التأكيد على المتابعة الصحية للطلاب والطالبات في كل وقت ومكان لاسيما في السكن الطلابي، وإسكان الطالبات. .

كما أتاح معالي رئيس الجامعة الفرصة للدكتور/ خليلي رئيس اللجنة المختصة المشكلة لهذا الغرض بالحديث  أن يفيد الحضور بما لديه من إضافة حيال هذا. .

كما استمع معالي الرئيس إلى مداخلات الحضور وإضافاتهم ومقترحاتهم في هذا الشأن ومنهم معالي راعي الجامعة الذي تحدث بإسهاب عن هذا المرض، مفيداً بأنه شارك في بعض الاجتماعات التي عقدتها الوزارة (وزارة التعليم) في هذا الخصوص . .

بعد ذلك أوضح الرئيس أن الجامعة قلعة بشأن هذا المرض لاسيما وهي من الجامعات الباكستانية الكبرى حيث يَدرس ويُدرِّس فيها ويرتادها يومياً أكثر من (40) ألف طالب وطالبة وأستاذ وزائر ومراجع . .

وأن الجامعة تضم أكثر من ألفي طالب وطالبة من الوافدين من مختلف البلاد العربية والإسلامية والعالمية ينتمون لأكثر من (45) دولة. .

كما أنها تقوم بإسكان أكثر من (15) ألف طالب وطالبة، تشرف عليهم جميعاً . .

وغالبية طلابها هم أيضاً من مختلف الأقاليم الباكستانية سوى البنجاب ومدينة إسلام آباد . . الأمر الذي يجعل عرضة الإصابة بينهم محتملة بدرجة كبير، ومن ثم فلا بد من بذل المزيد من الحرص والعناية والمتابعة والوقوف بعد عون الله وتوفيقه سداً منيعاً دون حدوث أي حالة في الجامعة فالمسؤولية على الجميع كبيرة، والأمانة جسيمة، وهم بحمد الله جميعاً أساتذة وأستاذات ومسؤولين ومسؤولات على قدر كبير من الحرص والعناية وتقديم ما لديهم من إمكانات في هذا الشأن . .

مردفاً معالي الرئيس بأنه وبناءً على هذا فقد رفع خطابين لكل من معالي وزير التعليم الدكتور/ شفقت محمود، ولمعالي رئيس هيئة التعليم العالي (HEC) يطلب منهم استطلاع رأيهم من أجل أن تقوم الجامعة مؤقتاً بإيقاف الدراسة للطلاب والطالبات، ومن ثم متابعتهم أولاً بأول حسب إمكانات الجامعة وقدراتها البشرية والمادية . . وهي في انتظار الرد على هذين الخطابين . .

وبحمد الله جاء الرد سريعاً وعلى مستوى الدولة التي أعلنت ومن خلال اجتماع الوزراء برئاسة الوزير الأول لهذه الدولة المباركة جناب دولة الوزراء السيد/ عمران خان، بتأجيل الدراسة في الجامعات والمدارس من 16/مارس إلى 5/إبريل . .

مع الاهتمام بمتابعة الطلاب بالطريقة العلمية والتقنية المناسبة التي تحقق للطلاب والطالبات أكبر قدر ممكن من العلوم والمعارف . .

مؤكداً معالي الرئيس على أهمية التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد والتعليم عن طريق (أون لائن) وأن يعمد إلى استخدامه وفق الإمكانات المتوفرة لا سيما في الكليات العلمية والهندسية والتقنية.. واعداً معاليه بأنه في المستقبل بإذن الله- سيعمد إلى دعم هذا النوع من التعليم، وتوفير كافة الإمكانات المتاحة من أجل العمل به وبخاصة في أوقات الطوارئ والحاجة.

موضحاً معاليه بأن الجامعة قد بدأت بالأخذ بهذا النوع من التعليم وتطبيقه والقبول فيه في بعض الأقسام العلمية، لكنها وبناء على التوجيهات من الجهات المختصة التعليمية أوقفته لتقييمه، وإن شاء الله سيعود..

مضيفاً فضيلة الرئيس بأن المشكلة لا تكمن فقط في إمكانات الجامعة إنما إمكانات الطلاب والطالبات حيث إن الكثير منهم ومنهن قد لا يتوفر لديه جهازاً محمولاً أو موبائلاً متوفرة فيه كافة التقنيات التكنولوجية المطلوبة .. ناهيك عن ضعف الإرسال أو انعدامه في بعض المناطق النائية والجبلية، التي يسكنها الطلاب أو الطالبات في مختلف الأقاليم.

كما أشار معالي الرئيس بأن الكليات الشرعية وكلية اللغة العربية والكليات اللسانية يمكن لها التواصل مع الطلاب والطالبات أولاً بأول عن طريق تجزئة المقرر وشرح مفرداته والتواصل مع الطلاب والطالبات في هذا الشأن بالطريقة التي يراها الأستاذ أو الأستاذة مناسبة سواؤ عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي (الواتس) أو طريق تحضير المادة وتهيئتها وتصويرها والطلب من الطلاب والطالبات اقتناؤها بالطريقة المناسبة.

مؤكداً معاليه وبقوة ثقته بأعضاء هيئة التدريس وعضوات هيئة التدريس بالجامعة فضلاً عن نواب الرئيس ونائبة الرئيس والعمداء والعميدات ورؤساء ورئيسات الأقسام العلمية بالتعاون والجد والاجتهاد من أجل الإفادة والاستفادة والاستزادة لطلابهم وطالباتهم، وتحقيق رؤية الجامعة وجودتها وعالميتها .. مشيراً بأن ما تحقق لهذه الجامعة من رفعة وعزة وتقدم واستقرار وجودة واعتماد أكاديمي وتوسع في مختلف التخصصات وزيادة لأعداد الطلاب والطالبات، وثقة في هذه الجامعة وتحقيق لرسالتها وريادتها وعالميتها إنما يرجع الفضل فيه لله أولاً ثم لتعاون منسوبي الجامعة قاطبة وكفاءتهم وكفايتهم وبعد نظرهم.

وختم معالي رئيس الجامعة هذا اللقاء الطيب المبارك الذي استمر قرابة من ساعة ونصف بالشكر والتقدير لكل من دعم هذه الجامعة وأعاتها على أداء رسالتها على خير وجه وأتم حال لا سيما الحكومتين الشقيقتين المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية وقادتهما. .

موضحأ وملمّحاً بأن هناك بشرى سعيدة إن شاء الله سيتم إعلانها والإفاضة فيها في الأيام القادمة تخص الجامعة ودعمها وتشييد مسجد جامع كبير داخل حرمها الجديد، الأمر الذي سيعينها على أداء رسالتها وتحقيق أهدافها العلمية والبحثية والخدماتية مع حفاظها على إسلاميتها وعالميته، ويقطع معه الطريق على كل من يحاول أن ينال من عالمية هذه الجامعة وإسلاميتها، وتحويلها عن رسالتها ونظامها وأهدافها التي من أجلها تأسست وأنشئت في هذه الدولة المباركة والبقعة الطاهرة حتى غدت الجامعة التي تغيب عنها الشمن من كثرة المتخرجين منها في مختلف التخصصات في الكثير من دول العالم العربي والإسلامي والدولي..u

ودعا معاليه جميع منسوبي هذه الجامعة إلى بذل المزيد من التعاون لتحقيق أمن واستقرار هذه الجامعة والضرب بيد من جديد على كل عابث بأمنها أو بأنظمتها ولوائحها المقررة.

سائلاً الله أن يحفظ هذه الجامعة وكافة منسوبيها من كل سوء وبلاء وفتنة ومكروه وأن يرفع البلاء والأسقام والأمراض عن بلادنا وبلاد المسلمين أجمعين بل عن العالم أجمع.. وأن يجزي خيراً كل من دعم هذه الجامعة وأعانها على أداء رسالتها وتحقيق أهدافها.