معالی رئيس الجامعة في زيارة لمعهد دار السلام كونتور للطالبات

 قام معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش بعد ظهر يوم الاثنين 26/فبراير/218م بزيارة لمعهد دار السلام كونتور للطالبات يرافقه الوفد المرافق لمعاليه حيث كان في استقباله مدير المعهد الدكتور/ فيروز بن إمام أحمد وعدد من مسؤولي المعهد وأساتذته وأستاذاته، وبعد استراحة في صالة الاستقبال في المعهد قام معاليه بصحبة مدير المعهد ومسؤوليه وبعض أساتذته وأستاذاته بجولة تفقدية داخل المعهد ومبانيه ومكتبته والإسكان الخاص بالطالبات بجميع المراحل المتوسطة، والثانوية، والجامعية، ووحداته التعليمية، حيث يضم القسم المتوسط والقسم الثانوي، والقسم الجامعي الذي بدوره يضم عدداً من كليات (كلية الشريعة، وكلية أصول الدين، وكلية اللغة العربية، وكلية العلوم الصحية، وكلية العلاقات الدولية، وكلية الإدارة) . .

وقد أبدى معالي رئيس الجامعة إعجابه بما رآه من وحدات تعليمية، وإسكانات صحية مهيأة وما وصل إليه المعهد من تقدم وجودة . . كما أعجب معاليه بيئته الصحية الجيدة حيث يقع على مساحة كبيرة ويشتمل على وحدات تعليمية وسكنية مختصة بالطالبات، وهو خاص بالطالبات، مشيراً معاليه بأن هذا المعهد شبيه بالقسم الخاص للطالبات في الجامعة الإسلامية العالمية من حيث خصوصيته وتهيئة بيئته للطالبات، وأن الدراسة فيه خاصة بالطالبات بدون اختلاط مراعياً في ذلك خصوصية الفتاة واحتياجاتها وبعدها عن الاختلاط الشبابي . .

بعد ذلك توجه معالي الرئيس والوفد المرافق له إلى المسجد الكبير الذي يقع وسط حرم المعهد حيث أدى معاليه صلاة الظهر والعصر جمعاً وقصراً جمع تأخير، بعد ذلك ألقى معاليه محاضرة علمية شاملة بعنوان (توجيهات ووصايا للفتاة المسلمة) ضمنها بداية شكره وتقديره للقائمين على هذا المعهد وإعجابه الشديد بما رآه في هذا المعهد من حسن ترتيب وتنظيم وشمولية للمرافق والوحدات بما يتناسب ووضع وظروف الفتاة المسلمة . . مشيداً بعراقة هذا المعهد ومدى الاهتمام به من شيخ المعهد ومجلسه الأعلى . . وكثرة عدد الطالبات اللاتي يزيد عددهن على (3500) طالبة في مختلف المراحل والمستويات الدراسية . .

كما تضمنت محاضرة معاليه بعض الوصايا والتوجيهات للمرأة المسلمة وبخاصة الفتاة والشابة لاسيما في مثل هذه البلاد التي تحتاج فيه المرأة والفتاة إلى المزيد من العناية والرعاية والتربية والتوجيه والمتابعة والتثقيف بأحكام الدين وفرائضه وواجباته وسنته وآدابه وأخلاقه فضلاً عن عقائده ومحاسنه وفضائله وما يحظى به من خصوصيته في تكريم المرأة وعناية بها ورعاية لها وإعطائها كامل حقوقها وبيان ما لها وما عليها وما تواجهه من فتن وتحديات، الأمر الذي يتطلب منها الصمود والحرص على الطلب والتحصيل والالتحاق بمثل هذه المعاهد الدينية الرائدة التي يقوم عليها علماء أعلام وأساتذة وأستاذات فاضلات . . وأن ما شاهده هذا اليوم في هذا المعهد لأمر يسر الخاطر، ويبهج النفس، ويبعث السرور والجبور . .

كما تحدث معاليه في محاضرته عن وضع المرأة قبل الإسلام وما منحها الله إياها من حقوق وتكريم وتشريف بعد الإسلام طبقه الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ واقعاً علمياً . . وكذا صحابته الغر الميامين في تكريمهم للمرأة وتشريفهم لها وعلاقاتهم الحميمة بها في كل المجالات . .

كما ضمن معاليه محاضرته بعض الوصايا والتوجيهات الخاصة للمرأة والمتمثلة في بيان حقوق المرأة وواجباتها وما عليها من الحقوق والواجبات تجاه نفسها واسرتها وأولادها ووالديها وزوجها ومجتمعها ووطنها ودولتها وأمتها ودينها . .

كما أجاب معاليه على عدد من الشبه التي يوردها الأعداء تجاه الفتاة المسلمة والمرأة المسلمة بقصد تشكيكها بدينها وقيمها وثوابتها وأعرافها وتقاليدها وما أعطاها إياها الإسلام ممثلاً بالقرآن والسنة من حقوق وواجبات، ومراعاته لخصوصيتها وتكوينها الخَلقي والخُلقي والعاطفي ومسؤوليتها في هذه الحياة الدنيوية. . مبيناً أن المرأة تساوي الرجل في الحقوق والواجبات إلا ما اقتضت حكمة الخلق والتكوين والمسؤولية الدينية والاقتصادية والاجتماعية . .

كما تطرق معاليه إلى حق المرأة في العمل والإدارة والقيادة والريادة بما يتناسب وتكوينها وقدراتها ومكاناتها ومواهبها وملكاتها . . وبما لا يعارض الشرع الإسلامي الحنيف، أو يعرضها للمهانة والذلة . . أو الاختلاط المحرم أو الابتذال، أو قلة الحياء التي جبلت عليه النساء بخاصة . .

كما حذر معاليه الفتاة المسلمة بخاصة من خطر التبرج والسفور وعواقب ذلك الوخيمة . . مؤكداً على أهمية أن تحمي المرأة عرضها الذي جاءت الشريعة الإسلامية الغراء بحمايته حيث جعلت حماية العرض من ضرورات الشريعة الخمس . . مقارناً معاليه بين المرأة المسلمة الملتزمة بجبائها وحجابها وتعاليم دينها والمؤدية لما افترض الله عليها . . وبين المرأة ا لمنحلة أو المبتذلة أو المرأة غير المسلمة في الغرب أو الشرق وما تعانيه من تعب وضنك وضغوط نفسية وأعباء مالية واجتماعية كبيرة . . فضلاً عن خوائها الروحي وفراغها العقدي وتحللها من كثير من القيم والأخلاق الفاضلة والآداب الحسنة . .

كما أكد معاليه على حق المرأة في الميراث والتملك، وفي إدارة أملاكها، وتربية أولادها، وحقها في طلب الطلاق أو الخلع بضوابطه وشرطه الشرعية والقضائية المعتبرة . .

مختتماً معاليه محاضرته القيمة بأن على الفتاة المسلمة وبخاصة في هذا الوقت أن تكون كيسة فطنة حذرة من التلبس بأي شبهة أو شهوة ولا تتأثر بتلك الدعوات البراقة المزيفة التي تريد أن تخرج المرأة عن حيائها ورسالتها ومكانتها. . وأن تحذر كل الحذر من التمادي في استخدام وسائل التقنية الحديثة، ووسائل التواصل الاجتماعي، والدخول إلى مواقع الانترنت بدون قيود أو حدود فإن في بضعها سمّاً زعافاً ودعوات إلى شبهات أو شهوات ضالة وانحلال خُلقي وأخلاقي عظيم . . كما أن  عليها أن تلزم وسطية الإسلام واعتداله واتزانه واستقامته فلا إفراط ولا تفريط ولا غلو ولا تشدد ولا انحلال . .

وفي ختام محاضرته شدّد معاليه على أهمية تقوى الله في السر والعلن ومراقبته سبحانه وتعالى سرّاً وجهاراً والإخلاص له قولاً وعملاً ومعتقداً والمتابعة لما جاء في الكتاب والسنة والسير وفق منهج سلف الأمة من الصحابة والتابعين والأئمة الأعلام . . وأن تتخذ الفتاة المسلمة من زوجات الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ أمهات المؤمنين قدوة وأسوة بعد الاقتداء بالرسول الأعظم ــ صلى الله عليه وسلم ــ. .

ثم أجاب معاليه على أسئلة الحاضرات من الأستاذات والطالبات وذلك إجابة شرعية شافية كافية لاقت رضاً واستحسان السائلات والحاضرات . .

وحول سؤال عن رغبة البعض من الطالبات المتميزات لمواصلة الدراسة الجامعية في التخصصات الشرعية بالجامعة الإسلامية العالمية وعد معاليه بأن تخصص لهذا المعهد عدد من طالبات المنح الدراسية وفق ضوابط وشروط سيتم التواصل مع إدارة المعهد بشأنها . .

بعد ذلك ودع الحاضرون والحاضرات معاليه بالدعاء لله بأن يوفقه ويسدده على هذه التوجيهات والوصايا المفيدة النافعة . .

وجدير بالذكر أن عدد الحاضرات لهذه المحاضرة زاد عن (3000) ثلاثة آلاف طالبة من مختلف المراحل الدراسية . .

ثم تناول الجميع طعام الغداء المعد في المعهد لهذه المناسبة . . ثم تم توديع معاليه الوفد المرافق له بالحفاوة والتكريم . . شاكراً معاليه لهم كرم الضيافة وحسن الوفادة. .