برعاية كريمة من قبل معالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرامالجامعة تقيم المؤتمر العالمي بعنوان: (الغذاء الحلال: ضوابطه، وأحكامه، ومستجداته)

في رحاب الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد بقاعة قائد أعظم الكبرى للمؤتمرات والندوات بالمبنى القديم للجامعة في مسجد الملك فيصل أقيمالمؤتمر العالمي المهم بعنوان (الغذاء الحلال: ضوابطه، وأحكامه، ومستجداته)في يوم الثلاثاء 24/10/2017م الموافق 4/2/1439هـ ويستمر لمدة يومينتحت رعاية كريمة من قبل صاحبالمعالي الشيخ الدكتور/صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام المستشار بالديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية.. وبرئاسة وإشراف معالي الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد..

وقدشهد المؤتمر حضورعدد كبير من العلماء والفقهاء والأكاديميين والمتخصصين ورجال الفكر والسياسة والإعلام من مختلف أقاليم باكستان ومن الدول الإسلامية والعربية، ومن بين أبرز الحضورمعالي وزير الدولة للعلوم والتكنولوجيا الأستاذ مير دوستين خان دومكي، ومعالي وزير الاتصالات الدكتور حافظ عبد الكريم بخش،ومعالي الأستاذ الدكتور عبدالسلام داود العبادي والوفد المرافق من قبل مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة..

كما حضر المؤتمر نواب الرئيس وعمداء الكليات ومدراء العموم ورؤساء ورئيسات الأقسام وعدداً من العلماء والوجهاء والمثقفين والمفكرين ورجال الإعلام الباكستانيين وطلاب وطالبات الجامعة، وقد بدأ المؤتمر بآيات من الذكر الحكيم تلاها أحد طلبة الدراسات العليا في كلية أصول الدين الحافظ عبد الرحمن البازي..

ثم تكلم عميد كلية الشريعة والقانون الأستاذ الدكتور/ محمد طاهر حكيم حيث أعطى نبذة مختصرة عن المؤتمر وأهدافه ومحاوره..

ثم ألقى معالي راعي الجامعة الأستاذ الدكتور/ محمد معصوم ياسين زائي كلمة عبر فيها عن سعادته الغامرة بزيارة صاحب المعالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام للجامعة ومشاركته في هذا المؤتمر المهم النافع للجامعة وللمجتمع الباكستاني.. حيث قال: نرحب بمعاليكم الكريم ونكن لكم ولبلدكم بلد الحرمين الشريفين كل الود والمحبة والاحترام والأخوة الصادقة..

ثم ألقى معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش كلمته الضافية في المؤتمر حيث قدم شكره وتقديره الخاص والخالص لصاحب المعالي الشيخ الدكتور/ صالح بن حميد وفقه الله على هذه الزيارة المباركة لبلده الشقيق جمهورية باكستان الإسلامية بتوجيه سام كريم من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أيده الله.. كما شكره على مشاركته الفاعلة النافعة المفيدة في هذاالمؤتمر العالمي المهم ورعايته الكريمة لهذا المؤتمر..

مرحباً معاليه بجميع الحاضرين والمشاركين في الندوة شاكراً ومقدراً لهم الحضور وتحمل الاستماع للكلمات النافعة المفيدة.. وشكرهمعلى تلبية الدعوة والمشاركة والحضور في هذا المؤتمر الدولي المهم موضوعاً وزماناً ومكاناً.. الذي جمع بين القلوب، ووحد الصفوف في رحاب الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد ذلكم الصرح العلمي الشامخ الذي يحتضن نحو ثلاثين ألف طالب وطالبة من خمسين جنسية في تسع كليات، وتقدم أكثر من 140 برنامجا في تخصصات شرعية وعلمية وتقنية مختلفة.. إلى جانب أكاديميتين: أكاديمية الشريعة وأكاديمية الدعوة، ومعهد عالي للفتوى، ومعهد إقبال الدولي للبحوث والحوار، ومجمع البحوث الإسلامية للدراسات والتحقيقات، ومركز للتكنولوجيا، ومعهد للاقتصاد الإسلامي، كل ذلك إسهاما في إثراء المعرفة الإنسانية بكافة فروعها عن طريق الدراسات المتخصصة، والبحث الجاد، وتعتمد الوسطية والاعتدال والبعد عن التشدد والغلو منهجا لها في برامجها المتنوعة للمساهمة في إيضاح الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف..

مضيفاً معاليه: بأن الجامعة بهذا الكم والكيف حين تقوم بالعملية التعليمية ذات الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والثقافية المختلفة تؤمن إيمانا جازما بعلاقة التعليم بالتغيير الاجتماعي لأنها تقوى المهارات، وتزكى روح الابتكار، ولها أثر كبير في عملية الرقى الاجتماعي، كما تعمل على ربط التعليم بحاجات المجتمع التعليمية والمهنية والتنموية الأمنية والمستقبلية.. ومنها هذا المؤتمر المهم الذي يتحدث عن الأطعمة والطعام الحلال حيث يعتبر الحديث عنه من الموضوعات المهمة التي تهم المسلم والمجتمعات الإسلامية في العصر الحاضر، وذلك لكثرة اختلاط المسلمين بغيرهم في هذا العصر، ولتوسع العلاقات التجارية بين المسلمين وغيرهم، ولذا فالموضوع يحتاج إلى مزيد من البيان والتوضيح والبحث والدراسة؛ لأن هذا الموضوع يهم المسلم في دينه وفي صحته، و من المعلوم أن حفظ الدين وحفظ النفس كما المال والنسل والعرض والعقل من مقاصد الشريعة الخمسة الكبرى، فلإطابة المطعم أثر بالغ على صحة الإنسان النفسية والبدنية والعقلية، كما أن لها أثر كبير على سلوكه وأخلاقه وقلبه، وقبل كل ذلك على دينه؛ حيث إن الله سبحانه وتعالى قد أحل الطيبات، وحرم الخبائث، وربط قبول دعاء المسلم بأكل الحلال الطيب..

وبالإضافة إلى ما سبق أن منتجات الحلال من الأغذية والأدوية وغيرها قد أصبحت في العصر الحاضر من الصناعات والمنتجات الكبيرة التي لها سوق كبيرة وعليها طلب متزايد في مشارق الأرض ومغاربها، فيجب على المسلمين أن ينتجوا غذاءهم على الأقل، وأن يتولوا إنتاج هذه الصناعة وتطويرها وتنميتها وتسويقها؛ لأنهم هم الذين يعرفون أحكامها، وهم المؤتمنون على إنتاجها، وهذا –بلا شك- له أثر كبير على التنمية الاقتصادية وإيجاد فرص العمل، وتنمية التصدير وغيرها..

وبناء على هذا فالشركات والمصانع الغذائية بحاجة ماسة إلى معرفة الضوابط والأحكام الشرعية المتعلقة بالأغذية ومعرفة الحلال الطيب والحرام الخبيث منها، ليكون منهجاً لها في منتجاتها خصوصاً وأن الشريعة رتبت كثيراً من الأحكام على ذلك؛ مثل: جواز الأكل والبيع، وكون الثمن حلالاً، وإجابة الله لدعاء من اكتفى بأكل الحلال واجتنب الحرام، والسلامة من العقوبات الأخروية كما جاء في الحديث: “اِنَّهُ لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ، النَّارُ أَوْلَى بِهِ”.

وقال معاليه في كلمته: بأن الجامعات في كل مجتمع لها أهميتها الخاصة ولها دورها الخاص في تحقيق طموحات المجتمعات ودورٌ كبير في تنمية وبناء المجتمع في جميع المجالات الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة.. ومن هذه الجامعات الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد التي دأبتعلىإقامةعددمنالمؤتمراتوالندواتالعالميةوالإقليميةوالمحليةالمختلفةلدراسةومناقشةالمسائلالمهمةوالنوازلالمستجدةوالقضاياالحادثةالتيتحتاجإليهاالأمةالمسلمة.. وتقديمالحلولالشرعيةوالاجتماعيةللمشاكلالتيتواجهها..

وإدراكاً منها لواجبها تجاه قضايا المجتمع ومشكلاته وبخاصة القضايا المتعلقة بالغذاء الحلال وضوابطه وأحكامه والنوازل المستجدة والقضايا الحادثة فيه لما لها أهمية خاصة كما أسلفنا.. وحرصًا من الجامعة لرسالتها في تقديم الحلول الشرعية لمختلف المشكلات والنوازل والمستجدات دعت لعقد المؤتمر العالمي وبمشاركة فعالة من قبل مجمع الفقه الإسلامي الدولي الذي ولا شك أن له قدم سبق وتجارب عديدة ناجحة ومفيدة في هذا الشأن وإصدار بحوث محكمة والقرارات المهمة في الغذاء الحلال سواء من خلال المؤتمرات أو الندوات أو ورش العمل تحت رعاية المتخصصين من العلماء والأطباء والمعنيين بهذا الشأن.. وبتعاون مع هيئة التعليم العالي في باكستان بعنوان: (الغذاء الحلال: أحكامه، وضوابطه، ومستجداته).. والمؤمل أن يقدم هذا المؤتمر إضافة جديدة للدراسات الفقهية المعاصرة المتعلقة بأحكام الغذاء الحلال من خلال إسهامات الفقهاء والعلماء والباحثين المتخصصين في هذا المجال..

مشيراً معاليه: بأنه بلغ عدد المشاركين في هذا المؤتمر نحو 65 مشاركا من داخل وخارج باكستان، يناقشون عبر 65 بحثا وورقة عمل أسسَ ومبادئَ الغذاء الحلال في ضوء الكتاب والسنة والبعد الاقتصادي والاستراتيجي لتجارة الأغذية الحلال على مستوى العالم ، وكذلك مواصفات الغذاء الحلال، ولوائح إصدار شهادات الغذاء الحلال، والرقابة والاشراف على الأغذية الحلال خلال جميع مراحل الانتاج بجانب تجارب بعض الدول  الإسلامية في مجال الرقابة على الأغذية الحلال وطرق الكشف عن المواد المحرمة والملوثة، وطرق تحليل الأغذية، وكذلك طرق التدويخ والذبح، والأغذية المنتجة بالتقنية الحيوية وتقنية النانو والتغيرات الكيمياوية وغيرها بما يُعرف بالاستحالة.. وآمل أن تغطي محاور هذا المؤتمر ما أشرت إليه من خلال البحوث وأوراق العمل ومداخلات العلماء الفضلاء والمشاركين الأعزاء من طلاب العلم والحاضرين وأهل الخبرة والدراية في هذا الشأن..

وفي نهاية كلمته كرر معاليه شكره وتقديره لجميع الحاضرين وللمنظمين لهذا المؤتمر وعلى رأسهم عميد كلية الشريعة والقانون وجميع العاملين معه..

ثم ألقى سعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في إسلام آباد الأستاذ/ نواف بن سعيد المالكي كلمته في المؤتمر وقال: إنه لمن دواعي سروري أن أقف بينكم على هذا منبر العلم والعلماء مشاركاً في حفل افتتاح مؤتمر مهم والذي يتحدث عن الغذاء الحلال حيث اهتم به العلماء اهتماماً بالغاً من زمن بعيد..

ذاكراً جهود المملكة العربية السعودية عبر مؤسساتها المختلفة ومجاميعها المتعددة وقرارتها السديدة في بيان ضوابط الغذاء الحلال والرقابة الشرعية الشديدة في هذا الشأن لأنها متعلقة بحياة الإنسان وبصحته..

وقدم سعادته في كلمته شكره وتقديره لجمهورية باكستان الإسلامية ممثلة في الجامعة الإسلامية العالمية ولمعالي رئيس الجامعة على إقامة وتنظيم وترتيب هذا المؤتمر العالمي المهم والذي يأتي أهميته من حيث مشاركة مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة برئاسة معالي الشيخ الدكتور/ صالح بن عبد الله بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام ورئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي وغيره من العلماء الأجلاء والأكاديميين والمتخصصين في هذا الشأن..

ثم تكلم معالي وزير الدولة للعلوم والتكنلوجيا مير دوستين خان دومكي وشكر معالي الشيخ صالح بن حميد على زيارته لباكستان وحضوره هذا المؤتمر.. وقدم شكره وتقديره الخاص للجامعة ولمعالي راعي الجامعة ولمعالي رئيس الجامعة على إقامة هذا المؤتمر المهم..

ثم ألقى معالي وزير الاتصالات الدكتور/ حافظ عبد الكريم بخش كلمة رحب فيها بمعالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد مقدراً لمعاليه هذه المشاركة في هذا المؤتمر القيم المقام في قبل الجامعة الإسلامية العالمية الرائدة العريقة الوطنية..

مشيداً معاليه بخدمات المملكة العربية السعودية حكومةً وشعباً وعلماءً المقدمة للحجاج والزوار والمعتمرين وأن هذه الخدمات رائعة جليلة الأمة تقدر هذه الخدمات وتشكر خادم الحرمين الشريفين لما يبذلونه من جهود موفقة مسددة.. والشكر موصول لسعادة سفير خادم الحرمين الشريفين في إسلام آباد الأستاذ/ نواف بن سعيد المالكي وجميع العاملين في السفارة على ما يقدمونه من خدمات وجهود في سبيل هذه الدولة جمهورية باكستان الإسلامية..

ثم ألقى صاحبالمعالي الشيخ الدكتور صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام راعي المؤتمر كلمته الضافية المهمة في هذا المؤتمر حيثقال بعد الحمد والثناء على الله سبحانه وتعالى والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد قراءة الآيات والأحاديث التي تحث على الاجتماع والتعاون على البر والتقوى وعلى أكل وكسب الحلال: أقدم خالص الشكر مع التقدير لجمهورية باكستان الإسلامية رئيساً وحكومةً وشعباً على هذه المشاعر الجياشة نحو الحرمين الشريفين.. ونقدر هذه المشاعر ولا سيما تحدث به كل من لقيته وكل من تحدث من إخواننا في هذه البلدة المباركة.. ونبادلهم هذه المشاعر ونقدرها كل التقدير..

كما أشكر هذه الدولة لاحتضانها لهذا المؤتمر المهم والشكر موصول للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد ولمعالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش الذي لجهوده المشكورة المبذولة أثر في إنجاح هذا المؤتمر وفي تحقيق رسالة الجامعة وأهدافها العالمية والإسلامية..

مشيراً معاليه إلى التعاون البناء بين مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة وبين الجامعة الإسلامية العالمية في إقامة هذا المؤتمر العالمي.. لما له من أهمية بمكان لبيان أحكام شريعة الإسلامية بسطها للناس.. والشكر موصول لكم أيها الحضور وخاصة المشاركين من الباحثين الذين قدموا بحوثهم وأوراق عملهم لهذا المؤتمر..

مبدياً معاليه سعادته بأنه بينهم في هذا المؤتمر للتدارس سوياً موضوعاً مهماً من الموضوعات التي هي مهمة لأنها متعلقة بالغذاء الإنساني وبها حياة الإنسان..

كما ذكر معاليه إقامة عدة مؤتمرات من قبل مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة وبالرياض وبالكويت لبحث كثير من أحكام الغذاء الحلال والاستحالة والاستهلاك وموضوع المواد الإضافية في الغذاء والدواء.. من أجل وضع الضوابط لها.. وأن هذا الموضوع خطير والمسؤولية عظيمة والتدقيق في الرقابة أهم وهي مسؤولية الجهات الرقابية..

ذاكراً معاليه بأن جميع القرارات والتوصيات والنتائج الصادرة عن هذا المؤتمر سوف يكون موضع اهتمام مجمع الفقه الإسلامي الدولي بجدة وسوف يبني عليها قراراتها فيه..

ثم شكر في نهاية كلمته جميع المنظمين والقائمين على هذا المؤتمر ودعى لهم بالتوفيق والسعادة.. مقدماً شكره وتقديره لمعالي راعي الجامعةولمعالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش..

وقد تم في نهاية الندوة تكريم وتقديم الدروع التذكارية لأصحاب المعالي والسعادة والفضيلة..

ثم تناول الجميع الشاي والمفرحات المعد بهذه المناسبة من قبل معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش..