بحضور الرئيس الباكستاني رئيس الجامعة يشارك في مؤتمر “التعايش السلمي بين الأديان”

شارك فضيلة رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش في مؤتمر: “التعايش السلمي بين الأديان” الذي نظمه مجلس الأديان للسلام والوئام في باكستان التابع لمجلس علماء باكستان، وذلك بحضور فخامة الرئيس الباكستاني
الدكتور/ عارف علوي ووزير الشؤون الدينية والوئام بين الأديان الدكتور/ بير نور الحق قادري، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 15/10/2019م.

وقد حضر المؤتمر عدد كبير من العلماء والوجهاء والصحفيين ورجال الفكر والإعلام والوزراء وأعضاء البرلمان الباكستاني والسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي، والعلماء وممثلو الطوائف الدينية مثل السيخ والهندوس والمسيحيون والنشطاء الاجتماعيون والدبلوماسيون من مختلف البلدان..

وبهذه المناسبة دعا ممثلو مختلف الطوائف الدينية أثناء حديثهم إلى ضرورة الوئام والوحدة بين الأديان لتعزيز السلام الدائم في البلاد، وإلى تعزيز احترام الأديان بين الناس من أجل سلام دائم في المجتمع، كما أكدوا على أهمية الحوار بين الأديان والتكاتف لتعزيز السلام والتسامح..

وخلال حديثه أكد فخامة الرئيس الباكستاني على أن جميع الديانات العالمية تدعو إلى تعزيز السلام والتسامح والمحبة في المجتمع، وفي ظل ظروف اليوم كان هناك حاجة ماسة إلى الوئام الدولي بين الأديان وأن كل دين قد أعطى أهمية خاصة للبشرية والقيم الاجتماعية، وأن الإسلام هو رسالة عالمية للسلام والمحبة والاحترام..

مضيفاً أن الحكومة الباكستانية تؤمن بحماية حقوق الأقليات الدينية كمواطنين متساوين في باكستان، وأن الباكستانيين احتضنوا 3.5 مليون لاجئ أفغاني بكل سماحة واحترام لعقود، بينما الدول الأوروبية تغلق أبوابها أمام المهاجرين، معرباً عن قلقه بشأن قضية كشمير المستمرة مشيراً إلى أن أولويات الدول مرتبطة بالمكاسب الاقتصاديةوأنه يتعين على الأمم المتحدة والهيئات العالمية الاخرى الأداء بدورها في حل نزاع كشمير لأن حقوق الانسان الأساسية تنتهكها القوات المسلحة الهندية في وادي كشمير..

ثم تحدث فضيلة رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش، ورحب بفخامة الرئيس الباكستاني الدكتور/ عارف علوي وشكره على تشريفه في هذا المؤتمر وشكر فضيلة الشيخ سيد عبد الخبير آزاد رئيس مجلس علماء باكستان على إقامة هذا المؤتر المهم في هذا التوقيت الذي كثرت الفتن فيه في كثير من البلدان الإسلامية، فمثل هذه المؤتمرات لها أثر كبير في نشر التوعية والأمن والاستقرار..

وأضاف فضيلته: “إن ديننا دين يسر وسهولة وتسامح واعتدال، قال تعالى: “ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلاغلبه“، وهو دين التعاون على البر والتقوى، ويدعو إلى التعاون على الخير مع الجميع، قال تعالى: “ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُواعَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ” ويدعو إلى الإحسان مع الجميع، والحقيقة أنه لا يوجد دين أو ملة أو شعب إلا أن بيننا وبينهم مشتركات كثيرة يمكن التعاون عليها، ولذا دعا الإسلام إلى التعاون مع الآخرين على القيم المشتركة لصالح الإنسانية، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: “ قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَانُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْافَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ” وقال تعالى: “ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَمِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ” وقال تعالى: “ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْشَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ” وقال تعالى: : “لَايَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْتَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ“، وهذا هو كان منهج النبي صلى الله عليه وسلم في حياته العلمية وسيرته المطهرة، حيث تعايش مع اليهود في المدينة ووقّع معهم وثيقة المدينة على التعايش السلمي المشترك، كما أنه وقع صلح الحديبية مع مشركي مكة مع أن كثيراً من الصحابة كانوا يظنون أن هناك كثير من الإجحاف معهم، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أمضى عقد الصلح معهم على الرغم من ذلك للأمن والاستقرار والتعايش”.

وأضاف الدكتور الدريويش: “كما أن دين الإسلام دين عالمي والنبي صلى الله عليه وسلم بُعث رحمة للعالمين حيث قال تعالى: “ وَمَاأَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ” وعالمية الإسلام لن تتحقق إلا بالتعاون والتعايش السلمي مع الآخرين، لتتوفر أرضية مشتركة لإيصال الدعوة إلى الناس كافة، والحقيقة أن مكاسب الإسلام من خلال التعاون والتعايش السلمي كان كبيراً على مدى التاريخ، حيث إن الإسلام انتشر في كثير من الدول عن طريق التعايش والتبادل المعرفي والتجاري”.

مؤكدا فضيلته على: “أن التعايش السلمي والتسامح مع الآخرين والتعاون معهم لا يعني أبداً تمييع الدين والتنازل عن القيم والعقائد والمبادئ الإسلامية، ولنا قدوة وأسوة في ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذا يجب علينا نحن المسلمين أن نمد يد التعاون مع الجميع لنشر السلام وإرساء الأمن في جميع أنحاء المعمورة”.

مؤكداً فضيلته على ضرورة الوحدة والوئام والاعتصام بحبل الله المتين وعروته الوثقي التي لا انفصام لها ونبذ الغلو والتفرق والتشرذم والخلاف، حتى يتحقق للأمة الإسلامية ريادتها التي فقدتها الأمة..

وفي ختام كلمته كرر فضيلته الشكر والتقدير للجميع على حضورهم واستماعهم وخص بالشكر المنظمين لهذا المؤتمر المهم والقائمين عليه..