اختتام الدورة التدريبية للقضاة والمحامين برعاية معالي رئيس الجامعة

رعى معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد يوسف الدريويش الحفل الختامي للدورة التدريبية الـ 60 التي شارك فيها القضاة والمحامون من مختلف أقاليم الباكستانية وتلقوا فيها الدروس والمحاضرات والدورات التدريبية حول الكتاب والسنة والفقه وأصول الفقة ونظام القضاة في الإسلام وغير ذلك من الموضوعات الشرعية المهمة على أيدي المتخصصين من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة والمتمرسين في العلوم الشرعية من خارج الجامعة.

وعقد الحفل الختامي لذلك يوم الخميس الموافق 25/4/2019م في قاعة العلامة إقبال (مسجد الملك فيصل) في مقر الجامعة القديم.

بدئ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم تكلم فضيلة الدكتور مشتاق أحمد مدير عام أكاديمية الشريعة وقدم شكره وتقديره الخاص المقرون بالدعاء لمعالي رئيس الجامعة البروفيسور أحمد بن يوسف الدريويش على رعايته هذا الحفل خاصة وعلى دعمه وعنايته واهتمامه العام بأكاديمية الشريعة وقدم نبذة موجزة عن أهداف الدورة وأفاد أن الأكاديمية عقدت دورة تدريبية للقضاة لمدة أربعة أشهر، وشارك فيها  القضاة والمحامون من شتى أنحاء الدولة، وأن الأكاديمية تعقد هذه الدورة بشكل دوري لتوعية القضاة بنظام القضاء في الإسلام وما يجب عليهم بصفتهم قضاة، حتى يؤدوا دورهم في المجتمع بما يُرضي الله ورسولَه.

كما شكر معالي رئيس الجامعة على إبداء الثقة فيه بتعيينه مديراً عاماً للأكاديمية، مفيداً أنه يعمل ليل نهار من أجل رفعة الأكاديمية وإيصال رسالتها إلى كافة أطياف المجتمع، مشيراً في ذلك إلى الزيارة الحالية الناجحة التي قام بها إلى تركيا والمملكة العربية السعودية.

ثم ألقى معالي رئيس الجامعة كلمة توجيهية تربوية لإخوانه من القضاة المشاركين في هذه الدورة حيث بدأها بحمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم والشكر والتقدير لأكاديمية الشريعة إداريين ومحاضرين وأكاديميين وكل من ساهم في الإعداد والترتيب والتنظيم لهذه الدورة التربوية التدريبية وخص من بينهم الدكتور محمد مشتاق الذي يبذل الجهود المباركة في خدمة هذا المجتمع والشكر لإخوانه العلماء والأساتذة الذين حاضروا في هذه الدورة وعلموا فيها ووجهوا، وبين أهمية إقامة مثل هذه الدورات والأثر الطيب والنفيس المترتب عليها مؤملا معاليه أن يمتد العطاء وتزداد هذه الدورات ليعم النفع ويكثر النماء وتتحقق الثمار المرجوة في تحقيق الأهداف المنشودة منها وفقاً لرسالة الجامعة وغايتها السامية النبيلة والمتمثلة في تأصيل المعتقد الحق والعقيدة الإسلامية الصافية ونشر منهج الإسلام الصحيح الوسطي المعتدل الذي ينبذ الغلو والتشدد والتطرف والإرهاب والتكفير والقتل والتدمير.

وأضاف معاليه أن الجامعة الإسلامية العالمية تمتاز من بين أخواتها من الجامعات بعقد مثل الدورات والبرامج التثقيفية والتوعوية حول مختلف الموضوعات القانونية والشرعية لمختلف الفئات في جميع أقاليم باكستان، وأن توفير التعليم في ضوء تعاليم الإسلام هو الرؤية الأساسية للجامعة، والجامعة الإسلامية تؤدي دورها المحوري في هذا الصدد.

مركزاً معاليه على أن هدف الإسلام الأساسي هو وحدة المسلمين وتضامنهم، حيث قال عز من قائل: “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا” وأن عظمة الإسلام في كونه استطاع أن يزيل الشحناء والبغضاء من النفوس المتقاتلة ومكّن للتسامح والتعاطف والتعاون والمحبة والإخاء فكان ذلك سبباً في قوة الإسلام وعظمته ودخول الناس في دين الله أفواجاً.

كما ألقى معاليه الضوء على مكانة القضاء في الإسلام وأهميته مستدلاً لذلك بأدلة من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة وسِيرهم في هذا المجال، كما تحدث معاليه عن الآداب التي يجب أن يتحلى بها القاضي في الإسلام، والتي منها: أن يكون القاضي حسن الخلق، قويًّا من غير عنف، لينًا من غير ضعف، مستظهرًا مستحضرًا للعلم وأدلته، متمكنًا منه، عفيفًا كافًّا نفسه عن الحرام؛ لئلا يُطمع في ميله بإطماعه، ذا أناءة وتؤدة؛ لئلا تؤدي عجلته إلى ما لا ينبغي، وأن يكون ذا فطنة؛ لئلا يُخدع، حليماً وذا سكينة ووقار، ولا يكون جباراً متكبراً؛ لأن ذلك يمنع الخصم من أن يستوفي حجته.

مبيناً معاليه بأن الشريعة الإسلامية شريعة عالمية وأنها صالحة للتطبيق والتشريع في كل زمان ومكان مهما اختلفت الأزمنة وتبدلت الأمكنة، مع ما تمتاز به من يسر وسهولة ورفع للحرج ودفع للمشقة وتحقيق للعدالة والإنصاف، وأنه لا فرق في الشريعة وأحكامها بين رئيس ومرءوس وحاكم ومحكوم وراعٍ ورعية وغني وفقير وذكر وأنثى، فالكل في نظر القضاء سواسية يُحكم بينهم وفيما بينهم بما أنزل الله عز وجل.

موجهاً معاليه إخوانه الذين تصدوا للقضاء بإخلاص النية في عملهم؛ لأن القضاء من أهم العبادات إذا خصلت فيه النية، حتى نؤجر عليها من قبل الله سبحانه وتعالى.

وفي نهاية كلمته كرر معاليه شكره وتقديره لجميع الحاضرين والمشاركين في الدورة ولكافة العاملين في أكاديمية الشريعة على جهودهم المباركة المبذولة في خدمة الإسلام والمسلمين.

ثم بعد ذلك تم توزيع الشهادات والدروع التذكارية بين المشاركين في الدورة.

وقد عبّر الجميع عن شكرهم وتقديرهم لمعالي رئيس الجامعة على هذا الاهتمام والمتابعة والعناية وعلى كلماته التوجيهية التربوية التي استمعوها من معاليه في هذا الحفل المبارك.

سائلين الله سبحانه وتعالى أن يوفق معاليه لما فيه الخير للعباد والبلاد وأن يمتعه بالصحة والعافية والسعادة في الدنيا والآخرة.