اختتام أعمال مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس في القاهرة الذي يشارك فيه معالي رئيس الجامعة

اختتمت مساء الخميس 18/1/2018م أعمال مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس المقام في مركز الأزهر الدولي للمؤتمرات في القاهرة والذي ينظمه الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين تحت عنوان: (مؤتمر العالمي لنصرة القدس)، الذي انطلقت فعالياته صباح  يوم الأربعاء، بمشاركة أكثر من 86 دولة.. وحضره عدد من القادة والرؤساء والوزراء والعلماء والأكاديميين والدعاة والمفكرين والباحثين في العالم الإسلامي والعالم العربي والذين عرف عنهم الاعتدال والوسطية ونبذ العنف والكراهية والغلو.. والمهتمين بقضية المسجد الأقصى والقدس وكل محبي السلام..

وقد ألقى فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين كلمة ضافية في ختام المؤتمر عبر فيها عن شكره وتقديره للمشاركين على مشاركتهم وما قدّموه من أبحاث وأوراق عمل جادة ونافعة ومفيدة ونقاشاتهم ومداخلاتهم التي أثرت المؤتمر وأسهمت في إنجاحه وخروجه بعدد من النتائج والتوصيات وصدر عنه إعلان الأزهر العالمي لنصرة القدس الذي تضمن البنود الآتية:

أوَّلًا: يؤكد المؤتمر على وثيقة الأزهر الشريف عن القدس الصادرة في 20 نوفمبر 2011، والتي شددت على عروبة القدس، وكونها حرمًا إسلاميًّا ومسيحيا مقدسا عبر التاريخ.

ثانيًا: التأكيد على أن القدس هي العاصمة الأبدية لدولة فلسطين المستقلة والتي يجب العمل الجاد على إعلانها رسميًّا والاعتراف الدولي بها وقبول عضويتها الفاعلة في كافة المنظمات والهيئات الدولية، فالقدس ليست فقط مُجرَّد أرض محتلة، أو قضية وطنية فلسطينية، أو قضية قومية عربية، بل هي أكبر من كل ذلك، فهي حرم إسلامي مسيحي مقدس، وقضية عقدية إسلامية ـ مسيحية، وإن المسلمين والمسيحيين وهم يعملون على تحريرها من الاغتصاب الصهيوني الغاشم، فإنما يهدفون إلى تأكيد قداستها، ودفع المجتمع الإنساني إلى تخليصها من الاحتلال الصهيوني.

ثالثًا: إنَّ عروبةَ القدس أمر لا يقبل العبث أو التغيير وهي ثابتة تاريخيًّا منذ آلاف السنين، ولن تفلح محاولات الصهيونية العالمية في تزييف هذه الحقيقة أو محوها من التاريخ، ومن أذهان العرب والمسلمين وضمائرهم فعروبة القدس ضاربة في أعماقهم لأكثر من خمسين قرنًا، حيث بناها العرب اليبوسيون في الألف الرابع قبل الميلاد، أي قبل ظهور اليهودية التي ظهرت أول ما ظهرت مع شريعة موسى -عليه السلام- بسبعة وعشرين قرنًا، كما أن الوجود العبراني في مدينة القدس لم يتعد 415 عامًا، على عهد داود وسليمان -عليهما السلام- في القرن العاشر قبل الميلاد وهو وجود طارئ عابر محدود حدث بعد أن تأسَّست القُدس العربية ومضى عليها ثلاثون قرنا من التاريخ.

رابعًا: الرفض القاطع لقرارات الإدارة الأمريكية الأخيرة والتي لا تعدو بالنسبة للعالم العربي والإسلامي وأحرار العالم، أن تكون حبرًا على ورق، فهي مرفوضة رفضًا قاطعًا وفاقدة للشرعية التاريخية والقانونية والأخلاقية التي تلزم الكيان الغاصب بإنهاء هذا الاحتلال وفقًا لقرارات الأمم المتحدة الصادرة في هذا الشأن، وحذِّر المؤتمر ومن ورائه كافة العرب والمسلمين وأحرار العالم في الشرق والغرب، من أن هذا القرار إذا لم يسارع الذين أصدروه إلى التراجع عنه فورًا فإنه سيغذي التطرف العنيف، وينشره في العالم كله.

خامسًا: وجوب تسخير كافة الإمكانات الرسمية والشعبية العربية والدولية (الإسلامية، المسيحية، اليهودية) من أجل إنهاء الاحتلال الصهيوني الغاشم الظالم لأرض فلسطين العربية.

سادسًا: دعا المؤتمر حكومات دول العالم الإسلامي وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني إلى التحرك السريع والجاد لوقف تنفيذ قرار الإدارة الأمريكية، وخلق رأي عام عالمي مناهض لهذه السياسات الجائرة ضد الحقوق والحريات الإنسانية.

سابعًا: دعم صمود الشعب الفلسطيني الباسل ويدعم انتفاضته في مواجهة هذه القرارات المتغطرسة بحق القضية الفلسطينية ومدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، كما يحيي روح التلاحم الشعبي بين مسلمي القدس ومسيحييهم، ووقوفهم صفًّا واحدًا في مواجهة هذه القرارات والسياسات والممارسات الظالمة، ونحن نؤكد لهم من هذا المؤتمر أننا معهم ولن نخذلهم، حتى يتحرر القدس الشريف.

ثامنًا: يعتز المؤتمر بالهبَّة القوية التي قامت بها الشعوب العربيَّة والإسلامية وأحرار العالم، داعيًا إلى مواصلتها للضغط على الإدارة الأمريكية للتراجع عن هذا القرار المجافي للشرعية الدولية، كما يحيي المؤتمر الموقف المشرِّف للاتحاد الأوروبي وكثير من الدول التي رفضت القرار الأمريكي الجائر بحق القدس، وساندت الشعب الفلسطيني.

تاسعًا: يدعم المؤتمر مبادرة الأزهر بتصميم مقرر دراسي عن القدس الشريف يُدرَّس في المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر، استبقاءً لجذوة قضية القدس في نفوس النشء والشباب، وترسيخًا لها في ضمائرهم، مع دعوة القائمين على مؤسسات التعليم في الدول العربية والإسلامية وفي سائر بلدان العالم، وكافة الهيئات والمنظمات الفاعلة، إلى تبني مثل هذه المبادرة.

عاشرًا: حث المؤتمر عقلاء اليهود أنفسهم للاعتبار بالتاريخ، الذي شهد على اضطهادهم في كل مكان حلّوا به إلَّا في ظل حضارة ال

مسلمين، وأن يعملوا على فضح الممارسات الصهيونية المخالفة لتعاليم موسى عليه السلام التي لم تدع أبدا إلى القتل أو تهجير أصحاب الأرض، أو اغتصاب حقوق الغير وانتهاك حرماته وسلب أرضه ونهب مقدساته.

حادي عشر: اعتمد المؤتمر اقتراح الأزهر أن يكون عام 2018م عامًا للقدس الشريف، ويدعو كل الشعوب بمختلف مرجعياتها وهيئاتها ومؤسساتها إلى تبنِّي هذه المبادرة، خدمة لقضية القدس بمختلف أبعادها.

ثاني عشر: حث المؤتمر كل الهيئات والمنظمات العالمية، والحفاظ على الوضع القانوني لمدينة القدس، وتأكيد هُويتها، واتخاذ كافة التدابير الكفيلة بحماية الشعب الفلسطيني، وخاصة المرابطين من المقدسيين، ودعم صمودهم، وتنمية مواردهم، وإزالة كل العوائق التي تمنع حقوقهم الآدمية الأساسية، وتحول دون ممارسة شعائرهم الدينية، وذلك لضمان استمرار بقائهم وتجذرهم في القدس العربية، مع حَضِّ أصحاب القرار السياسي في العالميْن: العربي والإسلامي على دعم ذلك كله، دون اتخاذ أي إجراء يضر بالقضية الفلسطينية، أو يصب في التطبيع مع الكيان المحتل الغاصب.

ثالث عشر: تشكيل لجنة مشتركة من أبرز الشخصيات والهيئات المشاركة في هذا المؤتمر لمتابعة تنفيذ التوصيات على أرض الواقع ومواصلة الجهود في دعم القضيَّة الفلسطينيَّة وبخاصةٍ قضيَّة القُدس، وعرضها في كافة المحافل الدوليَّة الإقليميَّة والعالميَّة.

وبعد ذلك أقيم حفل مأدبة العشاء برعاية فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر بفندق هيليو بوليس بالقاهرة وشرفه معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش وعدد من أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة والعلماء والدعاة والقادة ورجال الفكر والصحافة والإعلام والثقافة..

وفي هذه المناسبة أعرب معالي رئيس الجامعة عن شكره وتقديره لصاحب الفضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب عن حسن الاستقبال وحفاوة التكريم وعلى دعوته له للمشاركة في هذا المؤتمر العالمي لنصرة القدس..

وقد أطلع معاليه الحاضرين في هذا المؤتمر على ما تعيشه الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد من تقدم وازدهار ورقي في الجوانب العديدة العلمية والأكاديمية والبحثية.. وما تقدمها من الخدمات الجليلة في خدمة المجتمع الباكستاني وفي خدمة العالم الإسلامي والأقليات المسلمة.. وبخاصة ما قامت به الجامعة مؤخراً من المؤتمرات والندوات وورش العمل والمحاضرات بخصوص نصرة قضية القدس الشريف..

ومن جانبه عبر جميع الحاضرين عن شكرهم وتقديرهم وامتنانهم لمعالي رئيس الجامعة البروفيسور أحمد الدريويش على ما يبذله معاليه في خدمة الإسلام والمسلمين وفي خدمة العلم وأهله.. وفي تحقيق رسالة الجامعة وأهدافها الإسلامية والعالمية والرقي بها وتقدمها ووصولها إلى مصاف الجامعات العالمية الرائدة العريقة..