معالي رئيس الجامعة يرعى الندوة الدولية عن حقوق الطفل المقامة في فندق سرينا في إسلام آباد

  انطلاقا من دور الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد في تنمية المجتمع المحلي والإقليمي وبخاصة ما تقوم به الجامعة بواجبها تجاه الإسهام مع العلماء والمختصين في التوعية والتثقيف حول بيان حقوق الطفل في الإسلام.. وما تقدمه الجامعة في خدمة المجتمع المحلي بخاصة، والقيام بالدور التثقيفي والإرشادي والتوعوي له في مختلف أطباقة وفئاته وأعماره ومشاركة كافة الجهات والهيئات والمؤسسات الحكومية والأهلية والخيرية في تقديم ما يثقفه ويصلحه، وينشر ثقافة النفع وإرادة الخير والصلاح والفلاح من ينتسب إليه… ودعم كل عمل إيجابي أو خيري أو تطوعي أو قيمة إنسانية أو اجتماعية فاعلة فيه..

رعى معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش الندوة المهمة عن حقوق الطفل المقامة في فندق سرينا في إسلام آباد بتاريخ 28 مارس 2017م . . وذلك من قبل أكاديمية الشريعة التابعة للجامعة وبالتعاون مع منظمة (اليونيسيف) منظمة الأمم المتحدة لحقوق الطفل..

وقد ألقى معالي رئيس الجامعة البروفيسور أحمد الدريويش كلمة ضافية في هذه الندوة الدولية المهمة حيث رحب فيها بجميع الحاضرين وقدم شكره وتقديره لكل من شرف هذا الحفل المبارك وحضر وشارك وأسهم في الإعداد والتنظيم والترتيب والإشراف..

مضيفاً معاليه: بأن موضوع ندوتنا اليوم موضوع في غاية الأهمية موضوع يتعلق بتكريم الإنسان وحقوقه منذ أن خلقه الله سبحانه وتعالى وهو حقوق الطفل.. ولا شك أن الإسلام قد حرص على رعاية حقوق الإنسان جميعاً، لأنه منهج رحيم بالبشريّة جمعاء منزّل من ربّ رحيم..

مشيراً معاليه: بأن مرحلة الطفولة من المراحل المهمة والأساسية في بناء شخصيَّة الفرد إيجابًا أو سلبًا، وفقًا لما يُلاقيه من اهتمام، فلذا جاء الإسلام ليُقَرِّرَ أن لهؤلاء الأطفال حقوقًا وواجبات، لا يمكن إغفالها أو التغاضي عنها، وذلك قبل أن تُوضَع حقوق ومواثيق الطفل بأربعة عشر قرنًا من الزما؛! لأن الأطفال جيل الغد ورجال المستقبل والخلف الذي يضمن لأمته استمرارها وامتدادها على مر العصور والقرون.. وهم زينة الحياة الدنيا، وهدية الله على الوالدين، ومنحته لهما، وهم ثمرة الأسرة وأملها في المستقبل..

وذكر معالي رئيس الجامعة في كلمته حقوق الطفل قبل ولادته، وحقوقه بعد الولادة.. وأما حقوق الطفل قبل الولادة فهي تتمثل في الآتي:

1/ حق الطفل في اختيار أم صالحة له: قد دعا الإسلام إلى اختيار الزوجة الصالحة لما لها من دور عظيم في تربية الأولاد وتنشئتهم، لأن التربية أساسا تعتمد على اختيار الزوجة الصالحة الودود، التي تحسن سياسة أولادها، وتعرف كيفية رعايتهم وإعدادهم، وتحرص على غرس الإيمان في نفوسهم، وتهذيب أخلاقهم، وتنشئتهم على مراقبة الله تعالى، ورعاية حقوقه وحقوق عباده..

2/ حق الطفل والجنين: وقد جعل الإسلام للطفل حقوقا منذ بدء تكوينه في هذه المرحلة وهو في بطن أمه، فحافظ عليه من الاعتداء، واحتفظ له بحقه في الحياة، فحرم إجهاضه إلا لضرورة ـ قررها الفقهاء ـ.

وأما حقوق الطفل بعد الولادة، فهي كالآتي:

1/ حق الحياة: فللطفل حقه في الحياة التي منحه ربه إياها فلا يجوز سلبه هذا الحق وحرمانه منه مهما كانت الدواعي والأسباب..

2/ حق التسمية: الاسم يدل على صاحبه ويعرف به، وله وقع كبير في نفس صاحبه. وقد كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسمي أبناء أهله وقرابته وأصحابه، ويختار لهم من الأسماء كل ما هو جميل المعنى، طيب الوقع على السمع، بل إنه صلى الله عليه وسلم لم يتوقف عن ذلك، كما ورد في الحديث: ”كل غلام مرتهن بعقيقته يذبح عنه يوم سابعه ويحلق شعر رأسه، ويسمى” (رواه أحمد وأصحاب السنن الأربعة).

3/ حق الانتساب: من حق الطفل أن ينتسب إلى أبيه وأمه لما يترتب على ذلك من جملة حقوق شرعية كحق النفقة والرضاع والحضانة والإرث وغيرها. وقد أثبت الإسلام حق انتساب الطفل لأبويه حفاظا له من الذل والضياع والعار، كما أثبت ذلك أيضا للأب لكي يحفظ نسله وولده، وأبطل دعاوى الجاهلية في إفساد النسب، وأقر البنوة الشرعية، قال تعالى : (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم) (الأحزاب : 5).

4/ حق الرعاية: ويشمل هذا الحق الرضاعة والحضانة والنفقة. ومن تحديد الشريعة لذلك قوله تعالى: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة..) (البقرة: 233). وقد أوجب الإسلام هذا الحق للطفل حتى في حال انفصال الوالدين، قال تعالى : (وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن ..) (الطلاق: 6).

5/ حق الإكرام والاحترام: فللطفل حقه في احترام لائق بشخصيته وإكرام ملائم لوضعيته وصغر سنه، وقد شرع الإسلام في هذا الصدد عدة تشريعات ترمي كلها إلى اعتبار وجود الطفل والاحتفاء به ومراعاة إحساسه ونزعاته..

وفي نهاية كلمته كرر معالي رئيس الجامعة شكره وتقديره لجميع من اهتم ويهتم بمثل هذه الحقوق التي هي ثابتة في الإسلام وذلك بإقامة المؤتمرات والندوات وورش العمل لبيانها وتوضيحها للمجتمعات حتى يكون ذلك واقعاً ملموساً عند الجميع..