رئيس الجامعة يَؤُم المصلين في الصلاة على فقيد الجامعة الدكتور ظفر الأنصاري ــ رحمه الله ــ

أَمَّ معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية بعد عصر يوم الأحد في جامع الفيصل بإسلام آباد جموع المصلين الذين أدوا صلاة الجنازة على روح فقيد الجامعة بل فقيد العلم والعلماء والبحث والأدب في هذه الدولة المباركة . . والذي انتقل إلى جوار ربه صباح يوم الأحد الموافق24/إبريل/2016م ــ 17/رجب/1437هـ . .  والذي وبفقده فقدت الجامعة رجلاً من رجالاتها الأوفياء، وعلماً من أعلامها البارزين، وباحثاً من باحثيها المتميزين . . إنه البروفيسور الأستاذ الدكتور/ ظفر إسحاق الأنصاري ــ رحمه الله ــ . . العالم والباحث والعامل والموجّه والمربي والمستشار المؤتمن الذي لم يقعده المرض والإنهاك والتعب مع شدته عن مواصلة العلم  والعمل والبحث والاستشارة حيث كان يحضر للجامعة بانتظام، ويعمل بصدق وإخلاص وصمت وجدٍّ واجتهاد . .

كان آخر لقاء لي به في ذلك الاجتماع المخصص للتعزية بصديقه وزميله ورفيق دربه البروفيسور/82cbbd80-448a-4b33-807e-16ebe2ab5b22 ممتاز أحمد ــ رحمه الله ــ، وذلك صباح يوم الاثنين 4/إبريل/2016م . . أي اليوم الرابع من هذا الشهر   حيث حضر للمجلس منهكاً قد أخذ منه المرض مأخذه، وضعف جسده، وهزل جسمه، وهشَّ عظمه . . لكنه الوفاء حيث أُتي به إلى المنصة في قاعة العلامة إقبال حيث يقام العزاء شبه محمول؛ متكئاً على عكازين ومَسْنُوداً من شخصين . . ! ! وبدأ الحديث فيه عن زميله وصديقه أ. د. ممتاز  أحمد . . ونعاه بألفاظ حزينة، وكلمات صادقة نابعة من القلب، وبصوت حزين خافت . . ! ! موضحاً دوره العلمي والبحثي . . واصفاً إياه بأنه (وعاء علم وحكمة). . ولم يدر أن الله سبحانه وتعالى قد قضى أن يلحق به في وقت قريب لا يتجاوز أيام معدودة ؟ ؟  ! ! فلله ما أخذ ولله ما أعطى وهو على كل شيء قدير . .

لقد كُلِمنْا بفقدهما، كما كُلِمتْ الجامعة الإسلامية العالمية جمعاء بموتهما وفقدهما . . لكن حسبنا أنهما عَلِمَا وعَلَّما وربّى وأخلصا

 . . فاختارهما الله إلى جواره بعد مسيرة علمية حافلة بالبذل والعطاء . . خدَما فيها وطنهما ومجتمعهما وعالمهما وجامعتهما التي احتضنتهما ففاضا عليها من عطائهما وسَخَّرا وقتهما لها تعليماً وبحثاً وتوجيهاً . . فاستفاد من علمهما وأبحاثهما كل من انتسب إلى هذه الجامعة وغيرها من طلاب العلم والحقيقة وعامة المثقفين والمفكرين وكل مَنْ التقى بهما، وحضر مجلسهما العامر . . فرحمهما الله رحمة واسعة، وغفر لهما، وأسكنهما الفردوس الأعلى من الجنة، وأكرم نزلهما، ووسع مدخلهما، وألحقهما بالصالحين من عباده . . ــ آمين ــ ..

لقد كانت لقاءاتي بفضيلة الشيخ أ. د. ظفر إسحاق ليست كثيرة تقديراً لظروفه المرضية، حيث يعمل لدينا مستشاراً شرفياً في مجمع البحوث الإسلامية. . وغالباً ما كنت أقابله يوم الجمعة حيث كان مواظباً على أدائها في جامع الفيصل . .  وأحياناً كنت ألتقي
به  في بعض المناسبات العلمية أو العامة في الجامعة . . وكنت أرى فيه الإخلاص لدينه ووطنه ومجتمعه وجامعته، وكثيراً ما كان يوصيني بالجامعة خيراً . . كما كنت ألمس منه الاطمئنان على عملي، والرضا بإدارتي للجامعة، والإحساس بعظم المسؤولية، وثقل الأمانة الملقاة على عاتقي . . ناهيك عن إدراكه لأهمية الجامعة ومتابعته لإنجازاتها وعطاءاتها، ودفاعه عنها، ووقوفه معها ضد كل من يحاول أن يصرفها عن رسالتها أو ينال منها . . ولا غرابة في هذا فهو سليل علم وكفاح وابن لأحد الرجالات المؤسسين لهذه الدولة المباركة والذين أسهموا إسهاماً مباشراً في تحريرها واستقلالها . .

غفر الله لفضيلة الشيخ ظفر إسحاق الأنصاري جزاء ما قدم من أعمال صالحة، وعلم نافع لهذه الجامعة ولوطنه وأمته . .

والحمد لله رب العالمين . .

أ. د. أحمد بن يوسف الدريويش

25/إبريل 2016م ــ 18/ رجب/ 1437هـ