معالي رئيس الجامعة يرعى مؤتمر الجمعية الطبية الإسلامية في باكستان

764eeffc-c8f3-42e5-a443-fa580a6b776fافتتح معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش المؤتمر السنوي للجمعية الطبية الإسلامية الباكستانية يوم السبت الموافق 25/3/2017م وذلك في قاعة قائد أعظم في مقر الجامعة القديم، وحضر المؤتمر معالي رئيس جامعة رفاه في إسلام آباد الأستاذ الدكتور/ أنيس أحمد، ورئيس جمعية الأطباء في باكستان، والأطباء من مختلف أنحاء باكستان..

وفي كلمته التي ألقاها معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويش رحب بالحضور، وعبر عن سعادته وسروره بأن يحضر مثل هذا المؤتمر المهم شخصياً كضيف شرف، كما عبر عن سعادته بأن يعقد المؤتمر في رحاب الجامعة في مقرها القديم في أروقة مسجد الملك فيصل –رحمه الله تعالى- والذي يعتبر رمزاً للوحدة الإسلامية..

ثم بين معاليه أن مهنة الطب من أنبل المهن وأشرفها، لأنها مهنة إنسانية في المقام الأول فلذلك لابد للطبيب أن يكون ذو أخلاق عالية وصبور ويقوم بزرع الأمل والفرح في قلوب مرضاه.. فالطبيب مؤتمن على صحة النفس البشرية وهي من أثمن ما لدى الإنسان، ومؤتمن على أسرار المرضى وأعراض الناس، وها هو الإمام الشافعي رحمه الله يعبر عن ذلك بقوله: (صنفان لا غنى للناس عنهما: العلماء لأديانهم، والأطباء لأبدانهم)ا.هـ، فلذا على الطبيب أن يتصف بكل صفة حسنة تَليق بالشرف الرفيع الذي حباه الله عز وجل لمن يقضون حوائج الناس ويمسحون آلامهم ويُفرِّجون كُربَهم، كما عليه بالمقابل أن يسمو بنفسه عن ارتكاب كل ما لا يليق به وبمهنته، كالخداع، والكذب، والتزييف، وإخلاف المواعيد، والتكبُّر، وادعاء ما لا يعرف، وأكل أموال الناس بالباطل..

مضيفاً معاليه: بأن الطبيب ينبغي أن يحرص على إتقان مهنته ومعرفة قواعد الطبِّ، وعلل الأمراض على وجهٍ تنتفي به مسئوليّته عند ممارسة عمله وإلَّا حصل الفساد على الأبدان، وترتَّب عليه الضمان، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ تَطَبَّبَ وَلَا يُعْلَمْ مِنْهُ طِبٌّ فَهُوَ ضَامِنٌ»، وضِمْنَ هذا المعنى يقول ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: «وقد قال بعض الناس أكثر ما يفسد الدنيا: نصف متكلِّمٍ، ونصف متفقِّه، ونصف متطبِّب، ونصف نحوي، هذا يُفسد الأديان، وهذا يفسد البلدان، وهذا يفسد الأبدان، وهذا يفسد اللسان». وحفظ النفس من المقاصد الشرعية الكلية الخمسة التي قصدت الشريعة المحافظة عليها..

وأشار معاليه في كلمته إلى جملة مِنَ الضوابط الشرعية التي يتعلّق بعضُها بشخصية الطبيب المسلم ليلتزم بها في حياته المهنية، وأخرى متعلّقة بعيادته الطبية، ومن هذه الضوابط:

1/ ينبغي على الطبيب أن يتوفر له الحد الأدنى من الدراية بعلوم الفقه وأحكام العبادات، لأن الناس سوف يستفتونه في أمورهم الصحية ذات الصلة بالعبادات، وأن يكون بصيراً بالرخص والأعذار حتى يكون المرضى على اتصال دائم بالعبادات ولا يتعودوا على تركها..

2/ ينبغي على الطبيب أن يتواضع لله تعالى ويشكره على أن وفقه لهذه الخدمة الجليلة، وأن لا يزين له الشيطان أن الشفاء يتم بعلم الطبيب وذكائه وفطنته، بل يرجع السبب إلى توفيق الله، وأن الطبيب بشر تجري على يديه أقدار الله جل وعلا بتوفيقه ومشيئته وإرادته وحكمه وعدله.. فالتواضع خلق كريم، يزيد الطبيب رفعة وعزاً ويحببه إلى قلوب الآخرين.

b409c9d5-c4b9-4388-8634-b4245ddbbc043/ يجب على الطبيب أن يعطي المريض فرصة للحديث وأن لا يقاطعه وأن ينصت إليه، وهذا خلق إسلامي رفيع، فقد كان عليه الصلاة والسلام أحسن الناس إنصاتاً للآخرين، فعليه أن يكون بارعاً في الإنصات لمرضاه بالأذن وطرف العين وحضور القلب وعدم الإنشغال بتحضير الرد وعدم الاستعجال بالرد قبل إتمام الفهم..

4/ الطبيب المسلم يحمل أمانة الإسلام وأمانة المحافظة على صحة المسلمين ورفع الضرر عنهم، فالطبيب مؤتَمَن على الأرواح والأعراض، فلابدَّ أن يَتصف بالأمانة، وأن يؤدي هذه الأمانة على وجهها الصحيح،  فيجب عليه الالتزام بخلق هذا الدين وأن يكون ذلك جزءا من طبع الطبيب الذي لا ينفك عنه، يمارسه بلا تكلف في سره وعلانيته، مراقبا الله في كل تصرفاته، فالطبيب المسلم يستطيع الدخول إلى قلوب مرضاه دون أن ينطق بكلمة واحدة، وذلك عن طريق الصفات الكريمة والأخلاق الحميدة..

كما أشاد معالي الدكتور الدريويش في كلمته على تأهيل وخبرة وسمعة الأطباء الباكستانيين الذين يتمتعون بسمعة طيبة على مستوى العالم كله.

مقترحاً معاليه أن يعقد مؤتمر دولي بالتعاون بين الجامعة الإسلامية في إسلام آباد والجمعية الطبية الإسلامية الباكستانية بعنوان: “الأخطاء الطبية بين الشريعة والقانون”.

وفي نهاية كلمته كرر معالي رئيس الجامعة الشكر والتقدير للقائمين على المؤتمر على حسن التنظيم والترتيب والإعداد..

وقد حظيت كلمة معالي رئيس الجامعة باستحسان الأطباء الحضور، وأشادوا بكلمته المؤهلة شرعياً والمفيدة لهم في مجال مهنتهم وخاصة فيما يتعلق بأخلاقيات مهنة الطب..