فخامة رئيس جمهورية باكستان الإسلامية ممنون حسين الرئيس الأعلى للجامعة يرعى الندوة (الشباب ومستقبل باكستان) المنعقدة في رحاب الجامعة

  قام فخامة رئيس جمهورية باكستان الإسلامية ممنون حسين الرئيس الأعلى للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد صباح يوم الثلاثاء 21/2/2017م الموافق 24/5/1438هـ بزيارة الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد.. حيث كان في استقبال فخامته لدى وصوله إلى مقر الحفل الذي أقيم بمناسبة هذه الزيارة الميمونة بقسم الطالبات بالجامعة معالي راعي الجامعة الأستاذ الدكتور محمد معصوم ياسين زائي ومعالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش..

وقد رعى فخامته الندوة التي أقيمت في رحاب الجامعة بعنوان (الشباب ومستقبل باكستان) والذي بدئت الندوة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم تحدث معالي راعي الجامعة الأستاذ الدكتور معصوم ياسين زائي في بداية الحفل حيث قال في كلمته:

نرحب بصاحب الفخامة رئيس جمهورية باكستان الإسلامية الرئيس الأعلى للجامعة السيد ممنون حسين، ونشكره على هذه الزيارة التي تدل على اهتمامه البالغ تجاه هذه المؤسسة العلمية.. وأنتهز هذه الفرصة في هذا اللقاء المبارك وأقول إن حكومة باكستان قدمت دعماً كاملاً وتشجيعاً بالغاً للجامعة بخصوص التعليم العالي للطالبات والاهتمام بكافة شؤونهن العلمية والبحثية وغيرها . .

والجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد منذ بدايتها تعمل كمؤسسة مثالية على المستوى المحلي والدولي من أجل توحيد صفوف المسلمين واستعادة دورهم العلمي التليد وخدمة الإنسانية بأسرها مع الجمع بين الأصالة والمعاصرة والأخذ بكل جديد مفيد من العلوم والتكنولوجيا وفق مقتضيات معاصرة والحرص على نوعية التعليم وتوفير فرص مساوية للطلاب في مقرهم والطالبات في مقرهن ــ كل على حدة ــ. . هذا كله أدى إلى تزايد عدد قبول الطالبات في الجامعة مقارنة بالطلاب منذ سنوات ماضية . .

كما تحدث عن تطور وتقدم الجامعة في شتى المجالات وخاصة في السنوات الأخيرة مع كثرة أعداد الطلاب والطالبات القادمين إليها مما يتطلب الجهد المتواصل من جميع منسوبي الجامعة..

ثم ألقى معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش كلمة ضافية بهذه المناسبة الكريمة حيث رحب بفخامة الرئيس الباكستاني في رحاب الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد أجمل الترحيب وشكر فخامته على توفير هذه الفرصة الثمينة لبناته الطالبات للقاء بفخامته والاستماع إلى توجيهاته الأبوية لهن.. وسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناته، وأن يجعل توجيهاته مفيدة لبناته الطالبات..

موجهاً معاليه: جميع الطالبات ومسؤولي الجامعة للاستفادة من هذه التوجيهات الكريمة لفخامته.. مقدماً الشكر لكل من نظم ورتب هذا اللقاء المبارك..

كما وجه معاليه شكره الخاص لحكومة باكستان على اهتمامها ودعمها للجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، من الناحية العلمية والمادية والإدارية ومساعدتها على أداء رسالتها وتحقيق أهدافها في إعداد الكوادر المتخصصة لأبناء الأمة الإسلامية ومنها أبناء جمهورية باكستان الإسلامية..

كما أشار معاليه في كلمته إلى أهمية دور الشباب والشابات في بناء الأمة، حيث قال: إنهم عصب الحياة والقلب النابض لأي أمة، ولذلك فالاهتمام بالشباب وتربيتهم، ولا يمكن أن تتطور أي أمة وتتقدم إلا بعون الله وفضله ثم بسواعد شبابها وعلى عقولهم، شباب اليوم هم قادة الغد وروّاده . .  ولذا أكد الله سبحانه وتعالى في كتابه على دور الشباب حيث قال: { إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى}.

كما أن النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ حمل الشباب مسؤولية عظيمة، وقال: ” لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ”.

وقد أدرك قادة هذه الدولة المباركة ومؤسسوها دور الشباب في قيام الدولة وتطويرها وازدهارها حيث يقول القائد الأعظم محمد علي جناح ــ رحمه الله  تعالى ــ : “باكستان فخورة بأن لها شباب وخاصة الطلاب، الذين هم بناة الوطن للغد، يجب أن يعملوا على إعداد أنفسهم من خلال الانضباط والتعليم والتدريب للقيام بهذه المهمة الشاقة”.

وأضاف معاليه: بأن دور الشابات والفتيات أهم من دور إخوانهم الشباب والفتيان، وذلك لأن مسؤولية تربية الأجيال القادمة والأسرة تقع عليهن بدرجة أكبر، فيجب الاهتمام بهن بشكل أكبر من إخوانهن الشباب لعظم دورهن وأهمية في تربية المجتمع، ونحن ندرك هذه المسؤولية الكبيرة في الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد، ولذك تجد الطالبات كل اهتمام ورعاية من قبل مسؤولي الجامعة رغم قلة الإمكانيات، ومن خلال عملي في هذه الجامعة وجدت الجدية والابتكار والاهتمام في الدراسة والتعليم لدى الفتيات الباكستانيات، وكذلك وجدت عندهن حسن التنظيم، وهذا الأمر يبشر بمستقبل زاهر للشعب الباكستاني بإذن الله سبحانه وتعالى.

كما أننا في هذه الجامعة نجمع بين التعليم والتربية والأصالة والمعاصرة والاهتمام بالجوانب الدينية والأخلاقية والفكرية للطلاب والطالبات، وغرس القيم الفاضلة والمعتقد الحق، والوسطية والاعتدال، والمحافظة على الهوية الإسلامية لطلاب الجامعة وطالباتها، لأنه لا خير في أمة يفتقد شبابها وشاباتها للأخلاق والهوية، بالإضافة إلى اهتمامنا بجانب الأمن الفكري للطلاب والطالبات وذلك لتنجب انزلاقهم في مزالق الغلو والتطرف والإرهاب والإفساد، وتحصينهم من الوقوع في براثن التيارات المتطرفة الضالة عن جادة الإسلام الصحيح.

وفي ختام كلمته كرر معاليه الشكر والتقدير لفخامة رئيس جمهورية باكستان الإسلامية على حضوره ورعاية لهذا البرنامج وعلى اهتمامه بالجامعة . .

كما كرر شكره وتقديره لحكومة الباكستانية على اهتمامها بالجامعة، والشكر موصول لكم أيها الزملاء والزميلات المنظمات لهذا البرنامج، ولكل مَنْ حضر وشرف هذا الحفل المبارك . .

ثم تحدث فخامة رئيس جمهورية باكستان الإسلامية السيد ممنون حسين الرئيس الأعلى للجامعة حيث قال:

إنه لمن دواعي سروري واعتزازي أن أزور الجامعة التي تهتم وتوفر التعليم والتربية للبنات وفق مقتضيات العصر الحديث، وأنهن تتواصلن تعليمهن في الجامعة التي تتميز عن الجامعات الأخرى لأجل أهدافها السامية فهي بلا ريب أول جامعة تم تأسيسها في العالم الإسلامي في العصر الحديث بهدف إعداد رجال الفكر والقانونيين والأكاديميين والخبراء الذين يمتلكون عقول ثاقبة مستنيرة ومهتمة بالاعتدال والوسطية والذين لا يقومون بحماية الأساس الفكري للمسلمين فحسب إنما يقومون بقيادة العالم الإسلامي في العصور المقبلة.

كما بين فخامته في كلمته أهمية العلم والعلماء.. وأن ديننا الإسلامي الحنيف دين العدل والتسامح والتعايش السلمي مع الآخر يأمرنا بالوسطية والاعتدال وينهانا عن الغلو والإرهاب.. ووصى فخامته الطالبات والأستاذات والأساتذة وجميع الحاضرين على تكريس الجهود لمحاربة الإرهاب بجميع أنواعه وأشكاله.. مبيناً دور الجامعة الإسلامية العالمية وأهميتها في الدفاع عن الإسلام الصحيح المعتدل.. مطالباً فخامته مسؤولي الجامعة على بذل المزيد من الجهود لمحاربة هذا المرض الفتاك الذي يعاني منه العالم الإسلامي بل والعالم أجمع.. وذلك بتقديم الدراسات والبحوث الموثقة المعتمدة المقنعة للعالم بأن الإسلام دين لا يتوافق مع أعمال بعض المنتسبين إليه الذين يشوهون سمعته وأنه يحارب الإرهاب أيا كان مصدره..

مضيفاً فخامته بأن الهدف لتأسيس هذه الجامعة هو تعزيز الأساس الفكري للأمة الإسلامية وفق مقتضيات العصر الحديث ولا شك أن دور مسؤولي الجامعة وأساتذتها وطلابها مهم جداً لتحقيقهذه الأهداف السامية . ولكن مسؤولية تعليم الجيل الجديد وتربيته التي تقع على أكتاف بناتنا الطالبات أهم من ذلك كله لأن الدولة والأمة ليس بإمكانهما أن تستفيدا من التعليم الذي تم الحصول عليه من هذه الجامعة إلا في حالة نقل الفكر والثقافة الإسلاميين إلى أجيال قادمة وأنني متأكد بأن بناتنا لا يقمن بتحقيق توقعاتنا فحسب إنما يقمن بتحقيق إنجازات جديدة ونموذجية أيضاً.

ونصح فخامته الطالبات على لزوم الوسطية والاعتدال والبعد عن الإرهاب.. سائلاً الله سبحانه وتعالى أن ينفع بهن الإسلام والمسلمين وأن يحفظ أمننا وأوطاننا من كل سوء ومكروه..