تحت رعاية كريمة من معالي رئيس الجامعة جامعة سراييفو تنظم ندوة علمية عن العلامة محمد إقبال

59d637d6-d021-4fb7-ba34-957db6554eb0يعد العلامة إقبال بن الشيخ نور محمد الذي عاش ما بين (1877م ـ 1938م) أحد شعراء الإسلام، وأحد الفلاسفة الذين لهم سمتهم وفكرهم الصافي النابع من رؤية إسلامية ومن منهج إسلامي صحيح، فهو ليس شاعر الشرق فقط بل ش  اعر الإسلام والذي سعى سعياً دؤوباً من أجل وحدة الأمة الإسلامية ولإقامة الدولة الإسلامية في ربوع شبه القارة الهندية . . وهو من الشخصيات الإسلامية المتميزة التي لاقت اهتماماً عظيماً، وكتب عنها كتابات كثيرة في العصر الحديث . . ومن ثم جاء اهتمام الحكومة الباكستانية سلفاً وخلفاً وعلماء باكستان بل على الأمة الإسلامية بهذه الشخصية الفذة . . وخلّد ذكره، وأنشئت لدراسة شعره وفكره وفلسفته المعاهد المتخصصة التي توثق ذلك وتنشره في ربوع العالم الإسلامي بل العالم أجمع . . ومن هذه المؤسسات العلمية التي تعنى بشعر إقبال وفكره وفلسفته مع دراسة نشأته ونظراته الفريدة للكون والحياة وبخاصة تلك النظرة والتباكي على فرقة الأمة الإسلامية وتشتت أمرها، وإهمالها وتعطيلها لعبادة التفكر والتدبر في ملكوت السموات والأرض . .

انطلاقاً من ذلك كله ووفقاً لرسالة الجامعة الإسلامية وعالميتها ووطنيتها ومتابعتها بفكر إقبال وشعره وإيصال هذا للأجيال الحاضرة وتعريفهم به تعريفاً علمياً تربوياً تدبرياً نظمت الجامعة ممثلة بمعهد إقبال للحوار والدراسات والبحوث فيها وبالتعاون مع كلية الدراسات الإسلامية في سراييفو جمهورية البوسنة، في مدينة سراييفو خلال المدة 29ــ30/11/2016م ندوة علمية عن حياة إقبال ونشأته وشعره وفلسفته ونظرته للكون والحياة . .

وقد  افتتحت الندوة في القاعة الرئيسة في الكلية التابعة لجامعة سراييفو تحت رعاية كريمة من معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور/ أحمد بن يوسف الدريويشن وعميد الكلية الأستاذ الدكتور/ زهدي، وفضيلة الشيخ الدكتور/ محمد آل الشيخ ، مدير المركز الثقافي الإسلامي في جمهورية البوسنة وسعادة القائم مقام الأعمال الباكستاني الأستاذ لايك وعدد من العلماء والمشايخ في البوسنة وأعضاء وعضوات هيئة التدريس في الكلية وعدد من الطلبة وطالبات الدراسات الإسلامية في الكلية . .

كما حضرها المدير التنفيذي في معهد إقبال الدكتور/ حسن الأمين والدكتور/ أشرف عبد الرافع المستشار للتعاون الدولي والدكتور/ سعيد سوسك الأستاذ في كلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية العالمية . .

كما شارك فيها كل من شاعر الإسلام في البوسنة والهرسك والأستاذ في الكلية قسم الدراسات القرآنية الدكتور/ جمال الدين لطفي والدكتور/ ليلي والدكتور/ زهرة والدكتور/ كنعان . . وعدد من المهتمين بشعر إقبال وفكره وفلسفته في البوسنة . . وقد بدء حفل الافتتاح بآي من الذكر الحكيم، ثم كلمة ترحيبية وتعريفية من عميد الكلية في سراييفو الراعية للندوة . ثم ألقى معالي رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد كلمة: شكر فيها جامعة سارييفو وبخاصة كلية الدراسات الإسلامية فيها على هذه الاستضافة والتنظيم الجيد والرائع، كما شكر جمهورية البوسنة الصامدة المناضلة ومحبتها للإسلام وأهله، وعلاقتها الوثيقة بالعالم الإسلامي لاسيما كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية . . كما شكر فضيلة الشيخ/ محمد آل الشيخ مدير المركز الثقافي الإسلامي على حضوره، ومشاركته في هذا اللقاء الذي ولا شك أضاف له بعداً إسلامياً وأهمية بالغة . . كما شكر كل  المشاركين والحاضرين والحاضرات، وأشاد بأوراق العمل المقدمة للندوة خاصة شكر عميد كلية الدراسات الإسلامية على ما لاقاه وزملاءه منه من حفاوة وحسن استقبال . .

كما قدم شكره الخاص للدكتور/ جمال الدين لطفي على مشاركته في هذه الندوة المهمة في موضوعها ومكانتها لاسيما وهي تعد الأولى التي تعقد في هذه الدولة. .

eec6649c-a3e7-4609-b525-ae92f3503256ثم تحدث معالي رئيس الجامعة عن نشأة إقبال وعرض نماذجاً من شعره وبخاصة تلك الأبيات التي تفيض بالحب للبلاد الإسلامية وبخاصة عشقه لبلاد الحجاز وبلاد الحرمين الشريفين، وأشعاره الفياضة في حب الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ وآل بيته الأطهار، وصحبته الأخيار.

مشيداً بأن بلاد الحرمين هي مهوى الأفئدة ومأرز الإيمان، وقبلة كل مسلم . .

مفيداً معاليه بأن إقبال كان ثائراً على الظلم والاستبداد والعنصرية والطائفية والعنف والتطرف والإرهاب، كما كان متباكياً على انغلاق العقل المسلم وانعزاله عن مواكبة التقدم الحضاري ووضع عقلية في كهفية انزوائية لا تليق بحمل أمانة الاستخلاف والعمارة والشهادة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن خلال شعره وفكره وفلسفته استطاع أن يوحد الأمةن ويجسدها واقعاً عملياً من خلال زياراته لكل من قرطبة، ثم زيارته لمصر حيث زار الجامع الأزهر والاسكندرية . . وما أجمل زياراته لبلاد الحرمين وعشقه لمكة والمدينة . .

يقول حباً وعشقاً في مكة وشوقه لها.

ألفيتني أبكـــي كـــطفل كـــــــلـما                رحلوا إليك، ونور وجهك أســــفرا

أتجرع الحسرات أرتشف الأسـى         لله كم ســــــالت دمــــوعـي أنـــهر

يا طالما أرجــو وصــــالك برهة          واليوم جئت إليــــك يا أم القــــرى

ثم يعبر عن أهمية بلاد الحــــجاز         وأشواقه لها وأنها موطن كل مسلم

أشواقنا نحو الحجــاز تـطلــــعت          كحنين مــــغترب إلـــى الأوطـــان

إن الطيور أن قصــصت جناحها          تسمو بفطــــرتها إلـــى الطــــيران

أنا أعجمي الدن لــكن خمـــــرتي                 صنـــع الحجـــاز وكــرمها الغينان

إن كان لي نغـــم الهنــود ولحنهم                 لكـــن هذا الــصـــوت من عــدنان

لهذا أرى أن إقبال لو قدر له البقاء إلى يومنا هذا لاستبدل شعره بحمل السلاح للدفاع عن الحرمين الشريفين واستنكر وأدان كل عمل خسيس يمس أمن بلاد الحرمين الشريفين وأنا كمحمد إقبال أدين واستنكر أي اعتداء على مقدسات المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وخاصة الحرمين الشريفين والمسجد الأقصى . .

وختم معاليه كلمته بالإشادة بهذه الندوة وشكر القائمين والمنظمين لها . .

مفيداً بأنها تعد ارتباطاً حقيقياً بين الشرق والغرب من خلال هذه الدولة المضيفة لها التي تعد نقطة التواصل بين الشرق والغرب . .

كما تعد مثالاً للتعايش والبناء والحضارة . .

بعد ذلك توالت الأبحاث وأوراق العمل المتعلقة بهذه الندوة . .

4dea830c-f262-43ae-b4d0-3045037ae56eكما ألقى الدكتور/ أحمد بن حسن آل الشيخ كلمة قال فيها:

أعبر عن سعادتي لحضور هذه الندوة المباركة حول شاعر عظيم ومفكر كبير ملأ الحياةوحظي ترجمة مبكرة لاشعاره للغة العربية  وكانت حاضره لكثير من الدراسات . .

وكم يشعر الإنسان بسعادة أننا في القرن وندرس شخصيته من أقصى الشرق وهذا من عظمة هذا الدين واختلفت الثقافات والأماكن إلا أن هناك رابطة الدين والمحبة والألفة . . والمركز الثقافي سوف يتعاون مع أي جهة مقترحة في هذا المجال . .

تحياتي لسفارة المملكة العربية السعودية سعادة السفير هاني مؤمن وأعضاء المركز . .