معالي رئيس الجامعة يقيم أمسية بعنوان “دور العلماء في حركة باكستان ونهضتها”

بسم الله الرحمن الرحيم

الجامعة الإسلامية العالمية إسلام آباد باكستان

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه وبعد:

 

31d493ce-e648-415b-8a03-ea86de667aa0

 

تقرير عن الأمسية مع الشيخ المفتي محمد رفيع العثماني مدير دار العلوم كراتشي (يوم الجمعة الموافق 22 أبريل 2016م) في خيمة معالي رئيس الجامعة في الحرم الجامعي القديم بعنوان:

” دور العلماء في حركة باكستان ونهضتها “

        امتدادا لحلقات أمسية الجمعة حول موضوعات متنوعة (التي تعقد تحت رعاية خاصة لمعالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش حفظه الله تعالى ورعاه والتي يدعى فيها أحد الأكاديمين والمثقفين لإلقاء كلمة حول موضوع محدد، تتبعها المداخلات من المشاركين، بعيدا عن روتينيات السيمينارات والندوات، وتختم بتقديم العَشاء للمشاركين من قبل معالي الرئيس)، عقد اللقاء مع الشيخ المفتي محمد رفيع العثماني في أمسية الجمعة الماضية حول العنوان المذكور والذي حضره أصحاب السعادة السفراء، ونوابهم، والدبلوماسيون في باكستان، وعمداء الكليات، ورؤساء الأقسام، والمدراء، وعدد كبير من السادة الأساتذة من داخل الجامعة وخارجها، والإداريين، ورجال الصحافة والإعلام.  

        بدأ اللقاء بترحيب من معالي رئيس الجامعة جميع الحضور وخاصة الشيخ المفتي، ومعالي الشيخ شريف شاهين سفير جمهورية مصر العربية، وسعادة نائب السفير الكويتي، ومعالي الشيخ أبو سعد الدوسري الملحق الديني ومدير مكتب الدعوة بسفارة خادم الحرمين الشريفين، وجميع السادة الأساتذة والضيوف الكرام على الحضور في الأمسية. وخص معالي رئيس الجامعة بالذكر الجهود العلمية للشيخ المفتي وعائلته الكريمة وما تقوم به دار العلوم من جهود رائدة تحت إدارته وقيادته.

        ثم ألقى الشيخ المفتي كلمته عن جهود العلماء في حركة باكستان والنهوض بها وخاصة عن دورهم القيادي البناء في مسيرة باكستان الدينية وجهودهم الرائدة في نبذ الطائفية والتطرف وبث الاعتدال والتسامح في المجتمع. نجمل كلمة الشيخ في ما يلي:

  • قدم الشيخ خالص الشكر والتقدير لمعالي رئيس الجامعة على توجيه الدعوة للحضور في الأمسية وعلى الاستضافة الرائعة الكريمة من قبل معاليه كما

    7de673f7-0576-4f0c-a01d-b69ce8dd798a

    رحب الشيخ بفكرة الأمسية في الخيمة البعيدة عن الروتينيات وما يقام فيها من اللقاءات مع أحد المثقفين البارزين حول موضوعات ثقافية علمية، استفادة من خبراتهم وتجاربهم في مسيرة حياتهم. وأفاد الشيخ الحضور أن موضوع كلمته موضوع جذاب يحب شخصيا أن يتحدث فيه؛ لأنه من الجيل الذي عاش زمن حركة باكستان وشاهد الحوادث والوقائع المهمة في هذه الحركة. وتذكر الشيخ تلك المواكب والجموع التي اشترك فيها والتي كانت تهتف بهتافات مثل: “سننشئ باكستان”. “ما ذا تعني باكستان؟ لا إله إلا الله”. “المسلم أخ المسلم”. هذه الهتافات التي كانت تحدد مسيرة باكستان الدينية وتشير إلى أهداف إنشاء هذه الدولة.

  • أصدر أبوه سماحة المفتي الأعظم محمد شفيع العثماني الفتوى في حق إنشاء دولة جديدة باسم باكستان التي توفر لسكانها فرصة اتباع الشريعة الإسلامية بكل حرية وكمال فيها. وقد اعترف رئيس الوزراء الأول لياقت علي خان أن هذا الفتوى قد مهد الطريق لإنشاء هذه الدولة الجديدة.
  • سافر أبوه سماحة المفتي مع شيخه العلامة شبير أحمد العثماني (صاحب كتاب فتح الملهم شرح صحيح مسلم) إلى أبعد الأماكن في إقليم سرحد لإقناع الناس بالانضمام إلى باكستان الذين كانوا مترددين في هذا الموضوع. وقد نجح هذان العالمان الجليلان في هذه المحاولة وانضم الإقليم كله إلى باكستان ببركة جهودهما.
  • اعترف قائد حركة باكستان محمد علي جناح بجهود هؤلاء العلماء في هذه الحركة حتى إنه رشح العلامة شبير أحمد العثماني لرفع علم باكستان في باكستان الغربي في مدينة كراتشي كما رشح العلامة ظفر أحمد العثماني (صاحب كتاب إعلاء السنن) لرفع العلم في باكستان الشرقي في مدينة دهاكا.
  • عرف هؤلاء العلماء بالإخلاص والتقوى ولم يكونوا يلتمسون المناصب الحكومية وراء جهودهم البناءة في الحركة بل إن العلامة شبير أحمد العثماني صرح أن الناس يظنون أننا نتدخل في سياسة الدولة حتى نحصل على المناصب في الحكومة، أنا أعلن لهم ولغيرهم أننا نحن مستعدون أن نكتب لهم على الورقة الرسمية بأننا لا نريد أي منصب في الحكومة وأننا سنستمر في جهودنا للنهوض بهذه الدولة خالصة لوجه الله تعالى. ومن هنا لما توفي العلامة شبير أحمد العثماني لم يكن عنده شبر من الأرض أو بيت يملكه.
  • حاول بعض رجال السياسة بقيادة غلام محمد أن يجعلوا باكستان دولة علمانية. هذا الاتجاه كان معارضا تماما لأهداف إنشاء هذه الدولة. ولذلك وقف العلماء ضد هذا التيار العلماني بقيادة العلامة شبير أحمد العثماني الذي كان عضوا في البرلمان الدستوري الأول وكتبوا القرار المشهور في تاريخ باكستان باسم: “قرارداد مقاصد”، هذا القرار الذي صرح بالأهداف الدينية التي أنشأت لأجلها باكستان الإسلامية وأصبح هذا القرار جزءا أساسيا للدستور الباكستاني. وذكر الشيخ محمد رفيع العثماني أنه حضر هذا الاجتماع في البرلمان الذي قدم فيه هذا القرار ووفق عليه.
  • اعترافا بجهود العلماء في حركة إنشاء باكستان طلبت الحكومة آنذاك من العلماء بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية أن يقدموا للحكومة أسسا دينية لصياغة الدستور الباكستاني. فقدم العلماء 22 أساسا دينيا لصياغة الدستور والتي اشتهرت في التاريخ الدستوري الباكستاني بـ : ” 22 نقاط دستورية “. وفي الحقيقة هذا الجهد من هؤلاء ا

    3d81ccd0-a298-4550-be34-3f93c9bb158c

    لعلماء حدد للدستور المسيرة الإسلامية وسد أمام العلمانيين طريقهم لعلمنة الدولة ودستورها. والتاريخ الدستوري لباكستان يشهد أن هذه الأسس لم يستطع أحد أن يتجازوها في الصياغة الدستورية عبر السنين.

  • ومن أهم ما تميز به العلماء في ذلك الوقت هو الحرص على وحدة الأمة ونبذ الطائفية ومكافحة التطرف. فذكر الشيخ عدة مظاهر لهذا الحرص. فمثلا منع أبوه رحمه الله من إضافة كلمة: “ديوبندي” إلى اسمه؛ لأن هذه الكلمة فيها شائبة الطائفية رغم أن الشيخ سكن في مدينة ديوبند ودرس فيها. كما أن أباه رفض أن يكتب تقديما على كتاب ألفه عالم كبير في ذلك الوقت؛ لأنه سماه بـ : “عقائد علماء ديوبند” فأرشده أبوه أن يغير هذا الاسم أولا إلى: عقائد علماء أهل السنة ثم هو يكتب التقديم له. وقد ذكر الشيخ في هذا السياق قصة لقاء العلماء مع رئيس الدولة برويز مشرف الذي دعاهم ليستعين بهم في مشكلة الطائفية وإحراق بعض المساجد للفئات المختلفة في ذلك الوقت. فناب الشيخ جميع العلماء وألقى كلمة أمامه وصرح فيها بأننا كعلماء ليس بيننا نزاع يجرنا إلى الطائفية وإنما كل واحد منا يحترم الآخر ورأيه العلمي. أما الذي يحصل من التشاجر بين البعض وإحراق المساجد فليس للعلماء دخل فيهما وإنما هذا من قبل بعض المتعالمين بل هذا كيد ضد العلماء وضد تطبيق الشريعة الإسلامية في الدولة حتى يقول أعداء الدين أن العلماء متناحرون فيما بينهم فكيف يمكن تطبيق الشريعة الإسلامية في الدولة؟؟!
  • أكد الشيخ في النهاية أن التغلب على مشكلة الطائفية والعنف والتطرف يمكن باتباع أسوة العلماء السابقين الذين رفضوا هذه النزعات بقولهم وعملهم وبإخلاصهم لدين الله عز وجل.

        بعد كلمة الشيخ تقدم السادة الحضور بالمداخلات والتعليقات التى رحب بها الشيخ وخاصة مداخلة الأستاذ الفاضل حسن عبد الباقي الذي أبرز أهمية العلماء والأساتذة في تثقيف طلابهم بسماحة الإسلام وعدله ووسطيته.

        وفي نهاية الأمسية تفضل معالي رئيس الجامعة بتقديم الدروع والهدايا تكريما للسادة الضيوف الآتي أسماءهم على دعم الجامعة علميا وثقافيا وماديا:

  1. الشيخ المفتي محمد رفيع العثماني
  2. الشيخ شريف شاهين سفير جمهورية مصر العربية
  3. سعادة نائب السفير الكويتي
  4. معالي الشيخ أبو سعد الدوسري
  5. دكتور محمد خالد فؤاد نيابة عن البعثة الأزهرية

        كما تفضل سعادة سفير جمهورية مصر العربية بتقديم الدرع والهدايا لمعالي رئيس الجامعة لجهوده الرائدة في تطوير الجامعة علميا وثقافيا وخاصة مؤلفاته وأبحاثه القيمة لنشر الأمن الفكري والسلام الدولي.

        وانتهت الأمسية بتقديم العشاء للحضور من قبل معالي رئيس الجامعة.